كشفت «الغزوة المليشياوية» لمناصري «حزب الله وحركة أمل»، «المصير الأسود» الذي يرسمه الحاكمون بأمر البلاد، ومفاده أن التخريب سيكون سيد الموقف حتى تنفيذ كافة الشروط، بدءا من إنهاء الحراك الشعبي وصولاً إلى تأليف حكومة سياسية جامعة تحصّن الجميع خصوصا «حزب الله» الذي يحتاج إلى مظلة شرعية لمواجهة العقوبات الأمريكية. السلطة وكعادتها التزمت الصمت أمام القرار المليشياوي، وكأنها توجه أصابع الاتهام عليها كونها تلعب دور المتفرج، وكالعادة لم يصدر عن أي من أركانها بيان استنكار أو إدانة للأحداث التي وقعت في شوارع بيروت ليل السبت- الأحد، حتى الأحزاب السياسية لجأت إلى استنكار الأعمال التخريبية التي طالت مكاتبها في بعض المناطق ولم تستنكر السعي الواضح إلى «شيطنة» الشارع اللبناني. فيما عبرت وزيرة الداخلية ريا الحسن، عن قلق وحزن وذهول مما جرى من مواجهات في محيط مجلس النواب وشوارع بيروت، وأدى إلى احتكاك بين القوى الأمنية والمواطنين وسقوط جرحى من الجانبين. وقالت في بيان أمس (الأحد): بسبب دخول عناصر مندسة وتوزع المهمات المنوطة بالقوى الأمنية، ومنعاً لضياع المسؤوليات، وحفاظا على حقوق المتظاهرين، طلبت من قيادة قوى الأمن الداخلي إجراء تحقيق سريع لتحديد المسؤولين عما جرى والمسؤوليات. وحذرت المتظاهرين من وجود جهات تحاول استغلال احتجاجاتهم المحقة أو التصدي لها بهدف الوصول إلى صدام بينهم والقوى الأمنية من أجل أهداف سياسية. فيما واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، هجومه على السياسيين قائلا: «كفى كيديَّةً في العمل السياسي وتلاعبًا بمصير دولة آخذة بالانهيار، وشعبٍ ترمونهُ في الذل وأنتم تتبادلون الأدوار من أجل التعثر والتعطيل من دون أيَّةِ مسؤوليَّةٍ وطنيةٍ، وكأن البلاد والعباد ألعوبة بين أيديكم». وأضاف: لبنان ليس ملككم بل ملك الشعب. من جهته، اعتبر وزير العدل السابق أشرف ريفي، قمع المظاهرات بالعنف المفرط ومشاركة عناصر مدنية يُدخل المؤسسات العسكرية في فخ الاصطدام مع الشارع بالنيابة عن سلطة الفساد والفشل. وشدد في تصريح أمس، على أنَّ الأمن الشرعي وحدهُ يحمي اللبنانيين من جنوح السلطة وسعيها لنشر الفوضى وضرب الانتفاضة. وعلى صعيد الاستشارات النيابية المرتقبة اليوم (الإثنين)، لفت عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش ، إلى أنه لا يعلم كيف سيكون مسار الاستشارات في ظل ما يجري من توترات أمنية. وقال «إن ما حصل بالأمس من غزوات ليست بريئة ولا عفوية»، محذرا من أن هناك نوعا من هز العصى، وقد يصل في أي لحظة إلى صدام دموي إذا سقطت نقطة دم واحدة. وأكد علوش أن «تيار المستقبل لا يفرض غطاء على أحد»، لافتا إلى أن الحريري يرغب في عدم التخلي عن المسؤولية في هذه اللحظات الحرجة.