في تحريض مباشر على المحتجين العراقيين في النجف، دعا ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي إلى ملاحقة المتظاهرين الذين أقدموا على حرق جزء من القنصلية الإيرانية في النجف الأربعاء. وكتب حسين شريعتمداري في صحيفة كيهان، بحسب ما أفادت مواقع إيرانية معارضة، أن إضرام النار بالقنصلية الإيرانية يهدف إلى إضعاف ما سمَّاه محور المقاومة، كما وصف المتظاهرين العراقيين -الذين نزلوا معبرين عن غضبهم من التدخلات الإيرانية، في مدينة النجف الأربعاء وأقدموا على اقتحام القنصلية- بال»أوباش المأجورين»، وطالب الحشد الشعبي -الموالى لإيران- ب»اقتلاع جذورهم». وأحرق محتجون عراقيون القنصلية الإيرانية في النجف ليل الأربعاء، مطالبين بإنهاء ما وصفوه بالنفوذ الإيراني في بلادهم، في خطوة تصعيدية كانت لها تداعياتها، حيث فرضت السلطات حظر تجول في المدينة، وأغلقت جميع مداخل ومخارج النجف، وفرّ الموظفون الإيرانيون العاملون في القنصلية من خلال باب خلفي دون أن يصاب أحد بأذى، وجاء إحراق القنصلية الإيرانية بعد أقل من شهر على إحراق محتجين السور الخارجي للقنصلية الإيرانية في كربلاء، ورفع العلم العراقي فوق مبنى البعثة الدبلوماسية الإيرانية، رفضًا للوجود الإيراني في العراق. وفي الوقت الذي استمرت الاعتصامات والاحتجاجات، أمس، في النجف وذي قار أغلق متظاهرون عدة جسور في مدينة الناصرية. وقتل 70 متظاهرًا، وأصيب مئات آخرون في مدينتي النجف (مركز محافظة تحمل الاسم نفسه) والناصرية مركز محافظة ذي قار، منذ الخميس، برصاص قوات الأمن ومسلحين، في أكثر موجة دموية في الاحتجاجات الشعبية التي بدأت مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ومساء الجمعة عاد الهدوء إلى محيط شارع بغدادجنوب الناصرية، بعد اشتباك بين محتجين وعشائر من ذوي القتلى وقوات الشرطة والأمن، وذلك إثر محاصرة المتظاهرين مركزًا للشرطة، وإحراقهم سيارتين. إلى أن أعادت وساطة من العشائر الهدوء، ودفعت قائد شرطة ذي قار، زيدان القريشي، إلى الاستقالة، قبل أن يقوم بسحب الفرق الأمنية إلى مقارها ومنع إطلاق الرصاص الحي بعد اتفاق مع العشائر. إلى ذلك، أطلق عدد من الناشطين العراقيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوة للعصيان المدني، اليوم. ويتوقع أن تشمل دعوات العصيان تلك محافظات ديالي وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوي، وهي المحافظات التي شهدت عمليات عسكرية ضد تنظيم «داعش» قبل سنتين. يذكر أن العراق يعيش منذ الأول من أكتوبر أكبر تحدٍ على الإطلاق، على وقع انطلاق الاحتجاجات الحاشدة في العاصمة وجنوب البلاد، مطالبة بإقالة المسؤولين السياسيين، ورفض المحاصصة والفساد، وتحسين الأوضاع المعيشية. وأدى العنف الذي واجهت به القوى الأمنية المحتجين إلى مقتل أكثر من 400 محتج، وفق إحصاء أوردته «رويترز»، نقلاً عن مصادر من الشرطة ومستشفيات، الجمعة. وأظهر الإحصاء الذي اعتمد على مصادر من الشرطة ومصادر طبية أن عدد قتلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية والمستمرة منذ أسابيع بلغ 408 قتلى على الأقل معظمهم من المتظاهرين العزل.