كشف وزير الإعلام تركي الشبانة عن استحداث مشروع (مدينة إعلامية) في المملكة وقنوات تلفزيونية محلية لكل منطقة، خلال الأسابيع القليلة القادمة، مؤكدا دعم الوزارة للمؤسسات الإعلامية التي تخدم وتدعم المواهب الإعلامية في جميع أنحاء المملكة مرتكزة على سوق إعلاني متكامل، باعتباره إحدى أهم ركائز العمل الإعلامي، لافتا إلى أن الصحف تجاوزت مرحلة الدعم المادي للطباعة الورقية. جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان (الإعلام السعودي والمرحلة الجديدة) ضمن فعاليات منتدى الإعلام السعودي، التي انطلقت أمس (الإثنين) في الرياض، بحضور عدد من الخبراء والقادة والمؤثرين في مجال صناعة الإعلام في العالم وممثلي وسائل الإعلام العربية والدولية. ويناقش المنتدى عبر 50 جلسة وورشة عمل خلال 48 ساعة، إذ تطرقت الجلسة الأولى بعنوان «المحتوى الإعلامي وسلوكيات الجماهير»، إلى صناعة الأفكار والمعلومات في بيئة الإعلام الجديد، وعلاقة المحتوى في تشكيل الرأي العام. وناقشت الجلسة التي أدارتها الإعلامية الدكتورة أمل الهزاني، قوة المحتوى كمكوّن للرأي العام، ودور المحتوى الإعلامي واتجاهات وسلوكيات الجماهير. فيما أوضح وكيل وزارة الخارجية للدبلوماسية العامة الدكتور سعود كاتب أن مرحلة التسعينات إعلامياً توجت الصحافة الورقية على عرش الإعلام، وقال: «تغيرت صناعة الإعلام وتطورت في العصر الحديث، وأضحى نقل المحتوى والرسالة الإعلامية يمر عبر التقنيات الحديثة المتطورة». من جهته، أبرز الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى، خلال جلسة بعنوان «الإسلاموفوبيا أزمة فكر أم أزمة إعلام»، أهمية دور الإعلام والمنظمات الإسلامية والمسلمين عموماً في إيضاح الصورة الحقيقية عن الإسلام والمسلمين والتصدي للأساليب المشوهة، مشيرا إلى أن الفن يحمل رسالة كبيرة لكن قد يرسخ في بعض الأحيان لدى الشباب خاصة مفاهيم خطرة وربما توغل لدى الداخل الإسلامي وأثر فيه. وقال: «إن المنتدى يحمل في فحواه تأسيساً ملحاً لهذا الطموح، لاسيما أن الموضوعات التي سيتم طرحها بمهنية وموضوعية ظلت عالقة لا من جهة طرحها المعتاد أو التقليدي ولا من جهة طرحها النخبوي العميق، حيث انتدبت لهذا الطرح أسماء ذات اختصاص علاوة على رصيدها المعرفي». بدوره، أكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الدكتور ضياء رشوان، أن الخطب الإعلامية ليست سبباً كافياً للتأثير على سلوك الجماهير العربية، لاسيما أن العملية الإعلامية عربيا مخيبة للآمال والطموحات، لاختلاف سياسة المؤسسات الإعلامية العربية عن المؤسسات الإعلامية الغربية. ورأى وزير خارجية ليبيا الأسبق عبدالرحمن شلقم أن جودة المحتوى الإعلامي متغيرة وليست ثابتة، مرجعا ذلك للعصر الذي يعيشه الإعلام. ولفت الإعلامي الدكتور علي الموسى إلى أن تاريخ المحتوى الإعلامي يعلن موت سابقه من محتوى قديم ليتحول إلى جديد وحديث في ظل ولادة مواقع التواصل. وتناولت جلسة «دور الصحافة في قيادة التغيير» التي قدمتها مديرة الأخبار بالإذاعة الوطنية النرويجية هيليا سولبيرغ تأثير الإعلام على عقلية الأفراد، بينما تناول محور «أدوات الحملات الإعلامية العابرة للحدود»، دور المصادر والوسائل في تمكين الحملات لتعبر الحدود بهدف إحداث التأثير، في المقابل، أكدت الإعلامية البحرينية سوسن الشاعر، أهمية القوى الناعمة في التأثير على عالم الإعلام.