عاد رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ليكون المرشح الأساس والوحيد لدى أحزاب السلطة كرئيس للحكومة المرتقبة، إذ اعتبر البعض أن تسميته تعد جزءا من حل المشكلة القائمة، وبعد ذلك قد يُصار من خلال المفاوضات إلى ثنيه عن فرض شروطه التعجيزية -على حد تعبير السلطة- وهي تشكيل حكومة مصغرة من اختصاصيين قادرة على إيجاد حل للأزمة الاقتصادية والمالية. ولايزال موقف حزب الله وحركة أمل نفسه بضرورة أن يترأس الحريري الحكومة القادمة ولكن شرطهم ما زال هو نفسه أيضا بأن تكون حكومته «تكنوسياسية»، ويبدو أن الجميع رمى الكرة في ملعب الحريري لحل الأزمة بعدما اعتذر الوزير السابق محمد الصفدي وكذلك فعل رئيس الوزراء الأسبق تمام سلام بحسب تصريحه أمس (الإثنين) لإحدى وسائل الإعلام، وعليه فإن الجميع بانتظار موقف الحريري في الساعات القليلة القادمة. في غضون ذلك، غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي يراقب بدقة مجريات الأزمة، أمس عبر حسابه في تويتر قائلا: «وهكذا يتبين كيف أن الانفصام بالشخصية يسود في دوائر القرار العليا التي لا تستطيع أن تتنازل وتتنحى عن السلطة مقابل بديل انتقالي عصري وصولا إلى الجمهورية الثالثة بعد أن ماتت الثانية. والأهم في الحزب الاشتراكي التحديث والتغيير من أجل مواجهة التحديات والافتراءات. نكون أو لا نكون». فيما اعتبر النائب السابق الدكتور فارس سعيد أن «الثورة حققت سقوط الحكومة، إقفال مجلس النواب، إرباك خطاب نصرالله، إسقاط الصفدي في الشارع، كل ذلك مقابل سلطة تنهار يوماً وراء يوم، سلطة غير قادرة على تأليف حكومة حتى الآن». وقال: «قد يكون هناك سلطة سياسية تستفيد من وجود حزب الله وتشكلت حوله لتؤمن له الواجهة باتجاه العالم إنما هذه المقايضة أسقطت الدولة في لبنان». واضاف: «المعادلة التي نعيشها مستحيلة: لا حكومة بدون حزب الله، ولا حكومة بالشراكة مع حزب الله، ولسوء الحظ لبنان أصبح داخل سجن كبير: اقتصادي مالي سياسي معنوي ومنقطعون عن العلاقة بالعالم العربي من جهة وعن العالم من جهة أخرى».