يحظى خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز السنوي في مجلس الشورى، الذي يلقيه بعد غد (الأربعاء)، باهتمام بالغ ليس فقط في الأوساط الداخلية فحسب، بل في العالم؛ لأهمية المضامين التي يحملها سواء في المعطيات الخارجية وموقف المملكة منها، أو ما يتعلق بالإنجازات الداخلية وفق الرؤية 2030. ويعد الخطاب السنوي خريطة الطريق التي يرسم فيها خادم الحرمين الشريفين سياسة المملكة الداخلية والخارجية في خطاب ملكي سنوي، ويحدد منطلقات العمل في المرحلة القادمة ورؤية المملكة حيال التطورات في المنطقة والعالم. وينتظر الشعب السعودي خطاب خادم الحرمين الشريفين بكل اهتمام، إذ يشرح فيه السياسة العامة للمملكة داخليا وخارجيا. ويتناول الخطاب الملكي السنوي عادة، الذي يلقيه خادم الحرمين الشريفين، أهم ملامح السياستين الداخلية والخارجية للدولة، ومواقفها من مختلف القضايا الراهنة على الساحتين العربية والدولية، كما يحدد الأهداف والبرامج والغايات التي تطمح الدولة إلى تحقيقها. ويعتبر الخطاب الملكي وثيقة عمل وخريطة طريق يسترشد بها مجلس الشورى في عمله خلال دورته الجديدة، كما يتضمن الخطاب عادة الحراك تنمويا والإنجازات غير المسبوقة على المستوى الداخلي وفق رؤية 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020، اللذين أحدثا نقلة نوعية لمسار التنمية والإصلاح في المملكة. ويضع الملك سلمان عبر خطابه في مجلس الشورى، خريطة لمستقبل الشباب، ويبشر بمرحلة تنموية عظمى لمستقبل أكثر ازدهارا، وقويا، وصناعة غدنا المشرق. الخطاب الملكي الذي سيصدح به ملك العدل والحزم والعزم تحت قبة الشورى سيكون محفزا بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ومضامين ودلالات مهمة، على كافة المستويات والسياسات الداخلية والخارجية على حد سواء. وفي كل المحافل، تؤكد المملكة مواصلة دورها القيادي والتنموي في المنطقة والتصدي للتطرف والإرهاب، في وقت سيكون المواطن محور اهتمام قيادة العدل بقاعدة «المواطن السعودي أولاً»، ولا غرابة، إذ إن المواطن السعودي هو محور وهدف رؤية المملكة 2030 الرئيسي، كما جاء في الخطاب الملكي العام الماضي، الذي أكد فيه الملك سلمان: «المواطن السعودي هو المحرك الرئيسي للتنمية، وأن شباب وشابات هذه البلاد هم عماد الإنجاز وأمل المستقبل». وعليه، فإن المواطن سيكون أيضا في قلب سلمان كما كان في الماضي، وكما كانت التنمية همه، شباب الوطن كانوا رهانه. المملكة مستمرة في المضي على النهج الثابت بالتمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ومبادئ تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز (رحمه الله) حتى العهد الزاهر، وتعمل على نبذ التطرف والتمسك بالوسطية والاعتدال وإرساء مبادئ العدالة والمساواة والشفافية. إنه خطاب الحكمة الملكي الذي يصدح بالحق، ويدافع عن المظلوم، ويمد يد المساعدة للمكلوم.