شدد النائب السابق لرئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية الدكتور هشام مروة، على أن مشاركة النظام السوري في مفاوضات صياغة الدستور الأسبوع الماضي في جنيف جاءت تحت ضغوط من القوى الدولية بما في ذلك روسيا؛ الحليف الرئيس له، لتطبيق القرار (2254) الداعي إلى إيجاد حل سياسي. وأكد أن الموقف الدولي عزز موقف المعارضة السورية رغم انحسار قواتها الميدانية. واعتبر مروة في حوار مع «عكاظ»، أن خطاب ممثل الائتلاف في المفاوضات الأخيرة مع النظام كان يشير إلى أن الهدف من العملية السياسية برمتها إقامة نظام سياسي غير طائفي يختاره الشعب السوري بكل حرية ودون قيود، ولفت إلى رفض قوى المعارضة للوجود الأجنبي في سورية بما في ذلك القوات التركية. • الثورة السورية التي استمرت 8 سنوات.. هل انتهى بها الحال ضمن حدود «لجنة» تشارك النظام في صياغة الدستور القادم؟ •• لجنة صياغة الدستور مقدمة لتطبيق القرار الدولي رقم (2254) الداعي إلى إيجاد حل سياسي، وهو قرار ينص على 4 فقرات منها: الحكم الانتقالي، وينص أيضاً على قيام اللجنة بإعداد الدستور وطرحه للاستفتاء العام، ومن ثم إجراء انتخابات.ولا ننسى أن النظام في سورية تعامل مع عمل اللجنة الدستورية من باب تضييع الوقت، فهو أذعن وذهب للمشاركة بضغط روسي ودولي. • لكن النظام يشارك في عمل اللجنة انطلاقاً من نجاحه العسكري على الأرض، بخلاف المعارضة التي خسرت مواقعها الميدانية وأصبح غطاؤها السياسي مكشوفاً، ما تعليقكم؟ •• صحيح أن موقف المعارضة «العسكري» تغير عما كان قبل 4 سنوات، لكن من حيث القرارات الدولية التي تدعم المعارضة هي بذات القوة المكافئة للنظام السوري، فموقف المعارضة السياسي الآن لا يزال قوياً استناداً للقرارات الدولية المعنية بالأزمة السورية، فالنظام في سورية لن يلتزم بهذه القرارات ما لم يكن مرغماً تحت تأثير الضغوط الدولية التي منها الضغط الروسي، وهو ما يجعل المعارضة تتفاوض مع النظام من باب القوة وليس التنازل للنظام. • لكن هادي البحرة ممثل الائتلاف في اجتماعات صياغة الدستور الأخيرة قال إنه: «آن الآوان لكي نؤمن أن النصر في سورية هو لتحقيق العدالة وكسب السلام».. وهي كلمة لاقت ردوداً غاضبة بسبب نسفها للتضحيات التي قدمتها المعارضة السورية.. فما رأيكم؟ •• لو حللت النص بشكل دقيق ستجد أن الخطاب هو دعوة للنظام والمعارضة للاتفاق على العملية الانتقالية التي تؤدي إلى انتقال سياسي لتحقيق الأمن والسلام، فالهدف من العملية السياسية برمتها هو إقامة نظام سياسي غير طائفي يختاره الشعب السوري بكل حرية ودون قيود، وهو ما أمَّنت عليه قرارات الأممالمتحدة المعنية بالأزمة السورية، التي لا تنحصر في انتصار طرف على طرف، برغم أن المواجهة مع النظام لم تنتهِ، بل ربما تتغير إلى أسلوب حرب شوارع. • ما توقعاتكم لجولة المفاوضات القادمة في جنيف 25 من الشهر الجاري؟ •• سنكون متفائلين، فالاختراق البسيط الذي تحقق في الجولة الماضية، يجعلنا نتفاءل بتحقيق اتفاق على ما هي المضامين الدستورية التي يجب أن تكون في الدستور الجديد. رغم أن الجولة الأولى من المفاوضات وضحت فيها ممانعة النظام نحو الدخول في كثير من الموضوعات المتعلقة بالدستور بشكل جدي. • الغزو التركي لسورية، هل أحرج قوى الائتلاف التي تقطن أنقرة وعزز من موقف النظام السوري؟ •• لكي تكون الأمور واضحة أقول إن العملية التي قامت بها القوات التركية لم تتعارض مع عملية السلام في سورية أو المفاوضات التي تنشدها، فالعملية العسكرية كان المأمول منها أن تكون عملية خاطفة تحقق ما هو مخطط لها وهو فرض شريط حدودي آمن يذهب إليه اللاجئون السوريون أفضل من ذهابهم إلى المدن التركية، خصوصاً أن هناك مشروعاً انفصالياً كانت تعمل عليه بعض القوى في الداخل السوري. فالعملية التركية في النهاية لم تؤثر على العملية السياسية السورية ولا في تطبيق القرارات الدولية المعنية بها، ولا على موضوع إخراج القوات الأجنبية في سورية بما فيها القوات التركية. • على ذكر القوات الأجنبية.. قال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو إن الوجود الأمريكي في سورية الهدف منه الاستيلاء على النفط السوري.. ما تعليقك على ذلك؟ •• تمركزت القوات الأمريكية بعد انسحابها من شرق وشمال شرق سورية في المناطق النفطية، وهو أمر ليس بخافٍ على أحد، وقد صرح به الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لكن هل الوجود الأمريكي الآن بهدف السيطرة على النفط السوري أو حمايته من وقوعه في أيدي المتطرفين؟.. هذا أمر لا يمكن تحديده دون معطيات واضحة، لكن الواضح والمعلن هو الرفض لكل الوجود الأجنبي في سورية.