أكد وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، العمل على برنامج جديد سيتم الكشف عنه لاحقاً لتوليد طلب جديد على النفط في ظل وجود تحديات مثل السيارات الكهربائية وقضايا البيئة، مبيناً أن البرنامج قائم على البحث عن طرق جديدة لاستعمال النفط والغاز بعيداً عن الأساليب التقليدية، مضيفاً: «سنستخرج النفط حتى آخر جزيء من الكربون». جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات منتدى مسك العالمي في نسخته الرابعة، أمس (الثلاثاء) في الرياض، تحت عنوان «إعادة صياغة العمل»، بحضور نحو 5 آلاف شخص ومشاركة 140 شخصية قيادية وريادية، يمثلون أكثر من 120 دولة حول العالم، إذ يسعى المنتدى الذي ينظمه مركز المبادرات في مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك الخيرية»، إلى استكشاف الاتجاهات الجديدة والتحولات الجارية في عالم العمل، والمساهمة في تمكين الشباب من التكيف مع تغيرات وتحولات العمل، وبناء مهارات اقتصاد المستقبل. وتحدث الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى التي جاءت بعنوان «صناعة الغد ووظائف المستقبل»، عن جهود المملكة في العمل على مبدأ الشراكةِ والاتّساقِ والتكاملِ بينَ الجهاتِ ضمنَ رؤيةِ المملكةِ 2030 من أجلِ تحفيز الاقتصاد على إيجادِ وظائفَ مستدامة. وقال: «إن المملكة لديها شباب وفتيات تفخر بهم كونهم يملكون النضج الكافي للبحث والتفكير. لا يوجد بلد يلهم الآخرين بدون تمكين وأنا أرى في المملكة قوة عاملة ومرونة وقدرة على التكيف والفخر بالذات والتحفيز الذاتي». ولفت وزير الطاقة، إلى أن المملكة تملك الآلاف من المهندسين السعوديين الذكور والمهندسات الإناث، مبينا أنهم هم المكرسون للتكنولوجيا، مشيرا إلى أهمية استقطاب الشباب واستغلال طاقاتهم وتبادل الأفكار معهم. وأوضح الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن المملكة تدعم استقطاب الوظائف من خلال العديد من البرامج، إلى جانب السعي نحو تحسين الكفاءات من خلال العمل مع القطاعات في المملكة وخارجها، حاثا الشباب على دعم أهداف الرؤية وتحقيق النجاح للمملكة، وضرورة شعورهم بالملكية الفكرية لأنهم سيحصلون على الاعتراف الذي يمكنهم من الإبداع، مشيراً إلى أهمية العمل من المنزل أو من أي مكان، معتبراً أن المهم عدم تعطل العمل أو تأخيره. واعتبر أن فكرة التخصص الواحد دون دراسة جوانب أخرى في الحياة ليست كافية، داعيا إلى التعلم والبحث في مجالات مختلفة، وقال للشباب: «لا تكتفوا بتخصص واحد؛ لأنكم بذلك تضعون أنفسكم في صندوق مغلق فانتبهوا لأهمية طلب العلم وتعدد التخصصات قدر الإمكان». وتابع: «نفخر ببلدنا وليس لدينا ما نخجل منه أو نخفيه عن العالم، ونفخر بشبابنا الذين لديهم من النضج الكافي للبحث والتفكير. لن نخذل الأجداد والآباء ونحن فخورون بخدمة البلد، الذي أتاح لنا كل الأمور الممكنة من التعليم والتدريب والتحفيز». فيما أكد العضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار في الإمارات خلدون خليفة المبارك، أهمية التكنولوجيا في تغيير المستقبل، مبينا أن الدول تعمل لضمان توفير الفرص الصحيحة للشباب وقيادتهم نحو المستقبل وتحقيق النجاح للمجتمعات. من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة توتال باتريك بوياني: «إن قطاع الطاقة قطاع أساسي للجميع يلبى من خلاله العديد من الأمور»، مثمناً جهود السعودية في استقطاب المواهب للإسهام في تطوير التكنولوجيا والاستفادة منها، مبينا أن شركتهم تدعم ذلك أيضا لبناء تكنولوجيا الطاقة العالمية. بدورها، قالت المدير التنفيذي لمبادرة منتدى مسك العالمي الشيماء حميد الدين: «دعونا لا نتطرق إلى من أين أتينا جميعاً، ودعونا ننظر إلى أين نحن ذاهبون، نحن ذاهبون إلى المستقبل». وتطرقت الجلسة الثانية من المنتدى التي عقدت تحت عنوان «مستقبل العمل بين يديك»، إلى أهمية العمل على تطوير الذات من خلال السعي نحو إيجاد الفرص واستغلالها والتواصل مع العالم للإسهام في دعم التطوير في المجتمع.