الأسبوع الماضي عاش الشباب إحدى الفعاليات المميزة والتي اعتادت على تقديمها مؤسسة (مسك الخيرية) سنويًا، حيث انطلق منتدى مسك العالمي في نسخته الثالثة تحت عنوان (مهارات المستقبل) وسط حضور كبير من قبل الشباب والشابات وتغطية إعلامية واسعة ومشاركة عالمية وشركاء دوليين. المنتدى ركز هذا العام على ثلاثة مواضيع رئيسية هي تطوير الأفراد، والتأقلم مع الشراكة التفاعلية بين الإنسان والآلة إضافة إلى تعزيز التعاون البشري، وقد تجاوزت الجلسات الحوارية في المنتدى 60 جلسة عملت على تعزيز أربع مهارات أساسية هي الإلهام، والتحدي، والتعاون، والتجربة.. في حين سعت جلسات الإثراء المعرفي في المنتدى إلى التركيز على تطبيقات عملية تشمل التفكير الابتكاري، والذكاء الاجتماعي، والنقد واتخاذ القرارات والتكيف والصمود والمبادرة والتوجيه الذاتي. باعتبار أن المنتدى أخذ ذلك العنوان (مهارات المستقبل) فقد كان من المهم أن تحظى الجلسة الافتتاحية فيه بمشاركة من معالي وزير العمل تحت عنوان (مهارتك هي كل شيء) والتي تحدث من خلالها عن التحديات التي تواجه المملكة في تطوير مهارات الشباب بشكل ينسجم مع متطلبات رؤية 2030 ووجه فيها رسالة للشباب مطالباً إياهم بأن يحاولوا أن يكونوا دائماً مبتكرين ومتحلين بروح الإبداع والتكيف، موضحاً بأن (جميع المهارات المطلوبة في سوق العمل في تغير مستمر لا محالة، وأن الوزارة تخطط للتأكد أن كل الشباب عندما ينخرط في التعليم يكون لديهم مخطط واضح أين سيعملون بعد التخرج)، كما أشار إلى أن 70% من السكان في المملكة هم شباب وفيهم العديد من الموهوبين وهناك مراجعة لجميع التخصصات المطلوبة في سوق العمل وكيفية مواءمتها مع احتياجات السوق. المنتدى لم ينحصر في الجلسات بل صاحبه توقيع العديد من الاتفاقيات بين مؤسسة (مسك) والعديد من الجهات المحلية والعالمية بهدف تطوير الابتكار وتشجيع ريادة الأعمال وتعزيز دور الأبحاث وفرص التدريب وكل تلك الفعاليات تؤكد أهمية أن يبادر رواد الأعمال في التأقلم مع متطلبات المرحلة المقبلة وتطوير قدراتهم لمواكبة تحدي التغيير والاستفادة من قصص النجاح الموجودة. في المستقبل لن تتغير الوظائف أو الفرص المستقبلية فقط بل ستتغير المهارات الإبداعية والذهنية، فالفرص المستقبلية تتطلب بشكل أساسي مهارات تحليلية بما فيها التحليل العلمي والإستراتيجي وتحليل البيانات إذ إن مثل تلك المهارات تساهم في تقديم دراسة تفصيلية لحل المشكلات المعقدة واتخاذ قرارات أكثر فاعلية وتأتي في مقدمة تلك المهارات القدرة على حل المشكلات والإبداع والابتكار والتفكير الناقد والقدرة على التعامل مع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والذكاء العاطفي ومهارات التواصل، وهذا ما على الشباب اليوم أن يستوعبوه ويحرصوا على التفكير فيه.