ما زال الجدل حول عمادة الأندية السعودية بين الاتحاد والوحدة مشتعلا، فبعد أن كان الجدل إعلاميا أعقبه رفع إدارة الوحدة السابقة في الموسم الماضي طلبا رسميا للهيئة العامة للرياضة باعتماد تاريخ جديد لتأسيس النادي المكي، فوجئ الوسط الرياضي بخطوة جريئة للإدارة الوحداوية الجديدة بتغيير تاريخ التأسيس على شعارات النادي والأوراق وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات عن تلقي الإدارة موافقة رسمية من الهيئة تثبت تاريخ التأسيس، أم أنها خطوة ارتجالية من الإدارة الوحداوية، إذ علق المستشار القانوني أحمد الأمير على خطوة إدارة نادي الوحدة بالقول: «لا يمكن لأي ناد تغيير أي عنصر في الشعار بما في ذلك تاريخ التأسيس دون أخذ موافقة الهيئة، وذلك منصوص عليه في المادة (3) فقرة (3) من لائحة الأندية الرياضية الصادرة من الهيئة». وأضاف الأمير: «لو حصل أي تغيير دون الرجوع للهيئة تطبق في هذه الحالة عقوبات على النادي لعدم التزامه باللائحة حسب نص المادة 88 الفقرة 1/ب وتكون العقوبات حسب نص المادة 88 الفقرة 2 بتوجيه إنذار مع أخذ التعهد بعدم تكرار المخالفة، وفي حال تكرارها يتم إيقاع عقوبة أشد كالمنع من مزاولة النشاط أو المنع من دخول النادي والمرافق والمنشآت التابعة للهيئة، ومنع الترشح لرئاسة وعضوية مجلس الإدارة مع إسقاط العضوية». في المقابل، يرى أستاذ القانون في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عمر الخولي، أن ما فعلته إدارة الوحدة في حال عدم تلقيها موافقة رسمية من هيئة الرياضة على تاريخ التأسيس تجن على الواقع ومخالفة واضحة على اعتبار الأندية الرياضية كيانات تعمل في إطار رقابة الهيئة العامة للرياضة فلا يسوغ ولا يحق لها، التفرد بوضع بيانات مغايرة للحقيقة على أي من مطبوعاته أو شعاراته. ويشير الخولي إلى أنه يمكن لإدارة الوحدة الرفع لهيئة الرياضة كما فعلت الإدارة السابقة لكن ليس من حقها تغيير التاريخ دون اعتماد رسمي من الهيئة. ودعا الخولي لتدخل الهيئة العامة للرياضة لحفظ هيبتها وإلزام النادي بوضع التاريخ الصحيح، وإلا بعد فترة نجد بعض الأندية تعيد تغيير تاريخها بشكل ارتجالي لعهد قديم جديد، مشددا على أن إجراء التصحيح يعتبر خطوة تحد من العبث وتخفف من حدة التوتر والتعصب الرياضي. واستغرب المؤرخ والباحث الرياضي أحمد أمين مرشد، أن نادي الوحدة هو الأول تأسيساً في المملكة العربية السعودية، وقال: هذا أساساً ينافي ما أثبتته كتب التاريخ الرياضي في المملكة وذلك بالأدلة والشواهد والعقل والمنطق الذي يؤكد أن بين عام 1333ه و 1334ه كان الحجاز يعاني من المجاعة والحرب العالمية الأولى، فلم يكن في هذا الوقت أي نشاط رياضي يمارس في أي مدينة من مدن الحجاز، إضافة إلى إعلان الثورة العربية الكبرى من قبل الشريف حسين أمير مكة، فكيف نقول إن هناك بداية كرة قدم أو أي لعبة تمارس في ذلك الوقت؟ لافتاً إلى أن أي فريق تأسس قبل عام 1343ه لا يمكن أن نطلق عليه اسم سعودي إلا من كان تأسيسه من عام 1343ه وما بعد هذا التاريخ. وبيّن مرشد أن لديه تسجيلاً لأول لاعب مارس كرة القدم في المدينةالمنورة وهو العم حامد بن روق بن رايق الأحمدي رحمه الله، الذي جاء في حديثه أنه جاء إلى المدينة رجل إندونيسي اسمه دحلان ومعه كرة وكنت أنا أول من لمس الكرة في المدينةالمنورة. وعندما سأل الأحمدي دحلان كيف قدم إلى المدينة قال دحلان: «كنت في مكة وتركتها لأنهم اعتبروا لعبة كرة القدم من «ألعاب اللهو» فكان قدومي للمدينة المنورة 1348ه»، وأشار مرشد إلى أن نادي الاتحاد ومهما كانت فروعه من فرق متعددة إلا أنه كان ضمن تاريخ دخول الحجاز في العهد السعودي، فمن حقنا على التاريخ أن نعتبره من أوائل الأندية السعودية التي تأسست في ظل الحكم السعودي 1346 أو 1347ه، وهذا ينطبق على فريق أحد وبداية تأسيس كرة القدم في المدينةالمنورة عام 1348ه، وللأمانة والتاريخ أن ثالث الأندية تأسيسا هو نادي الربيع (جدة) وذلك عام 1349ه. فلا جدال حول تاريخ حفظ نفسه ورمى بثقله شاهداً على أن كرة القدم السعودية بدأت تحمل الصفة الرسمية في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.