تشهد المملكة العربية السعودية تطورا مضطردا في قطاع السياحة، ونهضة غير مسبوقة، ومن محفزات النهوض بالقطاع رؤية 2030 التي جعلت الارتقاء بالسياحة أحد أهدافها الاستراتيجية، ضمن تنويع مصادر الدخل الوطني والتقليل من الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي، وأود هنا أن أسلط الضوء على آليات مقترحة لتطوير قطاع السياحة وترسيخه لدى كل مواطن. فمن خلال دراستي في المملكة المتحدة لتخصص إدارة الأعمال سياحة وفندقة، اعتقد كثيرون ممن أعرفهم أنه تخصص غير قابل للتطبيق في مجتمعنا في فترة من الفترات، إلا أن إصراري على استكمال دراستي، وتلبية لشغفي الكبير لمجال السياحة ولآمالي غير المحدودة بأن أكون إضافة نوعية لبلدي في تحقيق وتطبيق أعلى المعاير العالمية للسياحة، دفعتني للمضي في المجال بقوة، خصوصا أن بلادنا تمتلك جميع المقومات التي تجعلها في مصاف الدول السياحية في العالم، إضافة إلى أن المملكة تعيش مرحلة التحدي الأكبر في تعريف العالم لهويتنا الحقيقية، بتنوعها الثقافي الغني وبشعبها المعطاء الوفي، وتحققت أمنيتي حين فتحت السعودية أبوابها للعالم بشكل مبهر وأسهل مما تصوره الجميع، ولكن منظومة السياحة الحقيقية لا تقتصر فقط على الضيافة والفندقة والمواصلات، بل هي مفهوم أسمى وأعمق من ذلك ويشمل التأهيل النفسي، الأكاديمي والثقافي لمجتمعنا المضياف الذي طالما عرف بأصالته وكرمه، وترحيبه بالغرباء واحتضانهم منذ الأزل.