أعلن نائب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس فاروق بوعسكر أمس (الإثنين)، أن طعن المرشح الرئاسي نبيل القروي غير مستند على حجج ومرتكزات قوية، وعزا ذلك إلى الفارق الكبير في الأصوات بين المرشحين في الدورة الثانية، وعدم قيام المرشح قيس سعيد بحملة انتخابية. وأكد أنه لم يتم تسجيل تجاوزات كبيرة خلال الفترة الانتخابية. وأقر القروي بهزيمته، عازياً إياها إلى غياب مبدأ تكافؤ الفرص، قائلا «لقد تم حرماني من الاتصال بالناخبين بسبب الإفراج عني قبل 84 ساعة من انتهاء الحملة، مؤكداً أنه لم يكن جاهزا للمناظرة المتلفزة بسبب الإجهاد». وأضاف أن «تجاوزات تمثلت بالاعتداء على حملتي وقعت خلال الاقتراع». ويبدو أن النتائج النهائية ستكون حاسمة لمصلحة فوز قيس سعيد -الذي تمسك بشعار «الشعب يريد»- بفارق كبير، وبحسب ما أعلن استطلاعان لرأي الناخبين فإن سعيد بنسبة 77%، ليقلب بذلك موازين المشهد السياسي، وحصل قطب الإعلام نبيل القروي على 23%.وسجلت نسبة مشاركة وفقا لأرقام الهيئة العليا للانتخابات بلغت أكثر من 58% في 70% من مراكز الاقتراع. وأفردت الصحف التونسية الصادرة أمس صفحاتها الأولى لتحليل فوز سعيّد الذي دخل السياسة حديثا ولا يتبنى توجها سياسيا معينا.وكتبت صحيفة (الشروق) اليومية أن «الشعب منحه انتصارا باهرا». بينما عنونت (الصباح الأسبوعي) «والآن الى الأهم»، معتبرة نتائج الانتخابات «بداية لمرحلة جديدة في تاريخ بلادنا للخروج من حالة الضيق التي عاشتها خلال السنوات الأخيرة وما رافقها من أزمات اقتصادية واجتماعية». وركزت صحيفة (لابراس) في افتتاحيتها على (استيقاظ الشباب). وكشفت نتائج الاستطلاع أن 90% من الشباب الذي تتراوح أعمارهم بين 25 و28 عاما صوّتوا لصالح سعيّد. وقال المحلل السياسي سليم الخراط «انتُخب بأريحية» وحاز ثلاثة ملايين صوت، وهو ضعف عدد الناخبين الذين صوتوا لانتخاب 217 نائبا في الانتخابات التشريعية. واعتبر هذه النتيجة «رسالة إلى البرلمان، إذ توجه الناخبون نحو مشروع تغليب النزعة الأخلاقية على الحياة السياسية ومقاومة الفساد ومنح سلطة أكبر للكتل المحلية». وبالتزامن مع أجواء الاحتفال بنتائج الانتخابات، أعلنت الداخلية التونسية أمس، مقتل سائح فرنسي وجرح عسكري إثر اعتداء عليهما في مدينة بنزرت. وقالت في بيان «تعرّض سائح فرنسي الجنسيّة وعسكري بجهة جرزونة (مدينة بنزرت) إلى اعتداء نتج عنه وفاة السّائح الفرنسي من طرف شخص معروف لدى الوحدات الأمنيّة في مجال الحقّ العامّ». وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الهجوم تم طعنا بسكين.