لا يمكن الوثوق أبدا بمواقف النظام الإيراني المتناقضة، وتعهداته الزائفة، وتصريحاته المجانية التي يطلقها جزافا، باعتبار هذا النظام عدوانيا وإرهابيا لا يعرف إلا لغة الدم. ولا يمكن أيضا الارتهان للمواقف الإيرانية حول الأزمة اليمنية التي تدس السم في العسل، والمجتمع الدولي يعي جيدا أن النظام الإيراني هو جزء لا يتجزأ من الأزمة، وهو وقودها وحجارتها الإرهابية الطائفية التي سعت لتحويل اليمن لبؤرة إرهاب طائفية على غرار سورية والعراق ولبنان. منذ عقود طويلة والنظام الإيراني يعمل لزعزعة استقرار الشرق الأوسط، وإثارة القلاقل والفتن والمؤامرات، ونجح في سورية والعراق ولبنان، وفشل في مخططه في اليمن؛ لسرعة استجابة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن لنداء الشرعية اليمنية وقطع رأس الأفعى الإيرانية ومنع فرض الهيمنة الإيرانية على اليمن العربي الأصيل. وأيدت المملكة على الدوام الحل السلمي للأزمة اليمنية وفق مرجعيات الشرعية الدولية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، ولا يمكن القبول بحلول خارج الاعتراف بالشرعية اليمنية وبسط سيادتها على كامل التراب اليمني، بينما يستمر النظام الإيراني في رفضه للمرجعيات والحلول السياسية، ويدعم الحوثي بالسلاح والصواريخ المدمرة. وعندما تحدث وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير حول ما أورده النظام الإيراني عن إرسال المملكة رسائل لإيران، فهو يفند الكذب والخداع الذي تشربه نظام الملالي وتعود عليه. والجبير كان واضحا عندما قال إن ما حدث هو دول شقيقة سعت للتهدئة، على خلفية الهجوم الذي استهدف معملين لشركة أرامكو النفطية ببقيق وخريص. إن موقف المملكة يسعى دائما للأمن والاستقرار في المنطقة، وإذا أرادت طهران حل الأزمة اليمنية والتهدئة فيجب أن توقف دعمها للمليشيات الحوثية والأعمال الإرهابية ونشر الفوضى والأعمال العدائية في المنطقة، وسياسات الفوضى والتدمير، والتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية، وتطوير أسلحة الدمار الشامل، وبرنامج الصواريخ الباليستية، وتتصرف كدولة طبيعية وليس كدولة مارقة راعية للإرهاب. إن الدور الإيراني هو المزعزع للاستقرار والمعطل للجهود السياسية، وآخر ما يريده النظام المارق في إيران هو التهدئة والسلام في اليمن، فهو الذي يزود أتباعه بالأسلحة والصواريخ التي تستهدف أمن السعودية. مواقف المملكة واضحة، وليس لديها شيء تخفيه، وإذا رغبت أي دولة في العمل على التهدئة فعليها أن توقف الإرهاب الإيراني أولا. الحل في اليمن بدعم المرجعيات الدولية والشرعية اليمنية.. نظام خامنئي صلب الأزمة.. وليس جزءا من الحل في اليمن.