تدخل مصر والسودان وإثيوبيا جولة مفاوضات جديدة غدا (الإثنين) في الخرطوم حول أزمة سد النهضة. ومن المقرر أن تجتمع المجموعة العلمية المستقلة لمدة 4 أيام على أن يعقبها اجتماع لوزراء المياه في الدول الثلاث لمدة يومين. وأخفق اجتماع عقد بين وزراء الدول الثلاث يومى 15 و16 سبتمبر الجاري في القاهرة في التوصل إلى أية نتائج، وتطرق الاجتماع الأخير إلى الجوانب الفنية الخاصة بالسد واقتصر على مناقشة الجوانب الإجرائية والتداول حول جدول أعمال الاجتماع دون مناقشة المسائل الموضوعية، بسبب تمسك إثيوبيا برفض مناقشة الطرح الذي سبق أن قدمته مصر. وفي ضوء هذا التعثر تقرر عقد اجتماع عاجل للمجموعة العلمية المستقلة في الخرطوم لبحث المقترح المصري لقواعد ملء وتشغيل سد النهضة ومقترحات إثيوبيا والسودان، على أن يعقبه مباشرة اجتماع لوزراء المياه بالدول الثلاث يومي 4-5 أكتوبر لإقرار موانع الاتفاق على قواعد الملء والتشغيل للسد. وتطالب القاهرة الجانب الإثيوبي بمفاوضات فنية جادة على أساس حسن النية وبما يؤدي إلى التوصل إلى اتفاق في أقرب فرصة ممكنة تحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، وفق أحكام اتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم في مارس 2015. وعرضت مصر رؤية فنية تقوم على تحديد سنوات ملء الخزان من سبعة إلى عشرة أعوام، بما يدفع الضرر عن مصر والسودان ويتوافق مع حالة الفيضان والجفاف التي تحدث على الهضبة الإثيوبية، إلا أن الجانب الإثيوبي يرفض زيادة عدد سنوات الملء ويتمسك بثلاثة أعوام فقط. وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد دعا المجتمع الدولي للقيام بدوره في قضية سد النهضة بعد تعثر المفاوضات. وقال في كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة أخيرا، إن تعثر مفاوضات سد النهضة، سيلقي بظلال سيئة على أفريقيا والمنطقة بأسرها وعلى مصر بوجه الخصوص. وأضاف أن المجتمع الدولي يجب أن يوجه الدعوة بالحوار والتعاون بين الأطراف الثلاثة لتحقيق التنمية المستدامة وعدم وقوع ضرر على أي من الأطراف. وأكد أن قضية المياه بالنسبة لمصر هي قضية وجود، ويجب التوصل إلى اتفاق سريع يضمن عدم المساس بمصر في هذا الأمر.