ألغت مدينة دورتموند الألمانية قرارا بتسليم جائزة نيللي زاكس الأدبية للروائية البريطانية من أصل باكستاني كاميلا شمسي بسبب دعمها حركة المقاطعة لإسرائيل «بي دي إس». وأدان «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان» قرار هيئة التحكيم الألمانية بسحب الجائزة من الكاتبة البريطانية. وجاء في بيان المرصد «لجنة تحكيم جائزة نيلي زاكس الأدبية الألمانية سحبت الجائزة من الكاتبة البريطانية كاميلا شمسي على خلفية مواقفها الداعمة لحركة المقاطعة العالمية لإسرائيل». وعبّر المرصد عن قلقه البالغ إزاء القرار، وعدّه سابقة خطيرة، واعتداء صارخا على الحق في حرية التعبير في ألمانيا. وكان قد أُعلن من قبل أن كاميلا شمسي فازت بالجائزة التي سميت على اسم شاعرة يهودية حائزة على جائزة نوبل التي تم تنظيمها وتمويلها من قبل مدينة دورتموند في 10 سبتمبر الجاري، قبل أن يصدر منظمو الجائزة بيانا قالوا فيه إن هيئة المحلفين نقضت قرارها بتكريم شمسي، وإن جائزة 2019 لن تسلم لأي مؤلف، وسيتم الإعلان عن الفائز التالي في العام 2021. وأضاف البيان أن «هيئة المحلفين قررت منح الجائزة للكاتبة شمسي لعملها الأدبي الرائع دون أن يكون أعضاء لجنة التحكيم على علم بأن المؤلفة شاركت في إجراءات المقاطعة ضد الحكومة الإسرائيلية بسبب سياساتها الفلسطينية منذ العام 2014». وبررت لجنة التحكيم قرارها بسحب الجائزة بقولها: «موقف شمسي السياسي عبر المشاركة الفعالة في المقاطعة الثقافية ضمن حملة «بي دي إس» يتعارض بوضوح مع الأهداف القانونية للجائزة. المقاطعة الثقافية لا تتجاوز الحدود، لكنها تؤثر على المجتمع الإسرائيلي بأسره بغض النظر عن عدم تجانسه السياسي والثقافي الفعلي، وهذا يتناقض مع دعوة جائزة نيللي ساكس لإعلان وتجسيد المصالحة بين الشعوب والثقافات». من جهتها، أدانت الأديبة كاميلا شمسي، في بيان لها، القرار وقالت إنها شعرت بالحزن «بسبب خضوع هيئة المحلفين للضغوط، وإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن خلال الانتخابات الإسرائيلية عن خطط لضم ما يبلغ ثلث الضفة الغربية إلى إسرائيل بما يتعارض مع القانون الدولي». وأضافت شمسي أن «الخصم السياسي لنتنياهو بيني غانتس على خطط منافسه»، وقالت إنه «سرق فكرته في ضم ثلث الضفة الغربية إلى إسرائيل، وإن كل هذه الوعود جاءت فور قتل الجيش الإسرائيلي فتاتين فلسطينيتين، الأمر الذي أدانه المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط». ووصفت كاميلا شمسي خضوع هيئة المحلفين الألمانية للضغط وسحب جائزة من كاتبة تمارس حرية ضميرها وحرية التعبير بالأمر المحزن للغاية. وأضافت شمسي بأن «مجلس مدينة دورتموند رفض إدراج بيانها في البيان الصحفي الذي سيصدره المجلس بعد أن طلبت من المجلس ذلك». وكانت كاميلا شمسي فازت بالجائزة في 6 سبتمبر الجاري بعد تصويت هيئة تحكيم تضم 8 أعضاء لصالح حصولها على الجائزة التي تبلغ قيمتها 16530 دولارا، وتحمل هذه الجائزة اسم الشاعرة الألمانية اليهودية نيللي زاكس، الحائزة على جائزة نوبل في الأدب. والجائزة تمنحها مدينة دورتموند الألمانية للكتاب الذين يروجون لقيم «التسامح والمصالحة» وتحسين العلاقات الثقافية بين المجتمعات. ومن بين الفائزين السابقين بالجائزة ميلان كونديرا، ومارغريت أتوود.