نجحت المملكة أخيراً في دعوة وجمع الأطراف اليمنية المتنازعة في جنوب اليمن على طاولة الحوار في مدينة جدة، وهو الحل المثالي والعملي لحل هذه الأزمة التي تتطلب معالجات دبلوماسية وتهدئة وتعقلا من جميع الأطراف. وبعد أن وصل وفد المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزبيدي وانطلاق المباحثات سواء غير المباشرة أو المباشرة مع لجنة الأزمات من جانب الحكومة الشرعية، فإن المخرجات العادلة لهذا الحوار تتمثل في مراعاة أولويات عدة، أبرزها تجنب التصعيد كمبدأ لاستمرار الحوار والتوصل إلى حلول توافقية، لأن أي توترات بين هذه الأطراف لن تخدم أمن واستقرار اليمن وستقود إلى المزيد من المعاناة والدمار، كما يجب مراعاة وحدة الصف اليمني في مواجهة المليشيا الانقلابية المدعومة من إيران، لأن الخلافات تقلص فرص القضاء على التمدد الإيراني في الداخل اليمني وإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي على الحكومة الشرعية، مع أهمية التركيز على تطبيق مسار اتفاق ستوكهولم في الحديدة كجزء مهم وإستراتيجي في حلقة الحل السياسي. الحوار اليمني في جدة لا بد أن يتفهم أولويات المرحلة، وعلى المجلس الانتقالي أن يتفهم أهمية التركيز على أولوية بناء الحوار وفقاً للمرجعيات ال3، في إطار المحاصصة ووفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، ودعم جهود التحالف العربي بقيادة السعودية لإنهاء الأزمة في اليمن، ومن ثم الانضمام للعملية السياسية بشكل سلس، وهذا لا يتم إلا بتقديم كافة الأطراف التنازلات الممكنة من أجل وحدة واستقرار اليمن، وأن أي قضية خلافية لا تحل عمليا إلا عبر بناء دولة اتحادية، بناء على العدالة والمساواة وتحقيق مفهوم الدولة المدنية التي دفع اليمنيون أرواحهم في سبيل الوصول إليها؛ لتحقيق مستقبل آمن ومستقر.