الجرائم التي تُقترف في حق المرأة ليست وقفا على بلد دون آخر، فالانتهاكات تبدأ من بلاد الهند إلى فارس إلى الدول العربية وأقاصي الصين وأمريكا اللاتينية. باختصار .. إنها انتهاكات متوارثة تٌستخدم أحيانا ضد بعض الدول سياسيا، لكن حالما تهدأ السياسة يُغفل عن المرأة. إن انتهاك حقوق المرأة أمر غير مقبول في أي مكان في هذا الزمان، فما بالنا لو كان حق الحياة الذي يُسلب منها بدواعي الشرف، متجاوزا الأطر الدينية أيضا! لا أنكر إن قصة إسراء غريب، الفتاة الفلسطينية المحبة للحياة التي أزهق أشقاؤها ونسيبها روحها في المستشفى تحت بند غسل العار، جعلتني أمقت كل من تاجر بشرف لم يعد يملكه، فشرف العربي ليس جعجعة وطحنا للكلمات المستهلكة، إنما مواقف تعبر عن صبره وحكمته وعطائه وشجاعته، التي لن تتجلى، بالتأكيد في ثلاثة رجال وهم يقتلون فتاة مكسورة الظهرعلى سرير المستشفى. في بعض المجتمعات القبلية والعشائرية هناك تصور آخر عن مفهوم الشرف والعار، ولهم طرق أجدى في غسله، إن حدث، خلافا لقصة إسراء التي قتلت بهتا.. فالشرف، حسب رأيهم، متوارث في الجينات وليس في الأفعال الطارئة فقط.. لذا هم يتكتمون على هذا الأمر، إن حدث، دون قتل وزعيق، بل يميلون إلى معالجة الأمر بحكمة ودهاء.. ثم تستمر الحياة دون جريمة ليكتشف الكبار أن الصغار كانت لهم نزواتهم وأخطاؤهم. ما حدث خلال قصة إسراء يجعلنا نقف على جريمة أخلاقية بلا شرف مكتملة الأركان، من تحريض (ابنة العم) الإخوة والنسيب الذين بالإضافة إلى خداعهم إدارة المستشفى، يفتقرون إلى الحكمة. في مثل هذه الحادثة التي هزت الكثير من الناس شعوبا وقبائل .. نساء ورجالا .. كبارا وصغارا .. لا تجد شرفا ولا عارا تم غسله.. بل فتاة مقتولة ظلما، وعائلة متخبطة حولها ألف علامة استفهام فيها من الحقد والحُمق الشيء الكثير. * كاتبة سعودية [email protected]