نظام «الحمدين» ليس بحاجةٍ إلى حدثٍ جلل، يجعله يتخذ قرارات مرتبكة متضاربة، إذ لا يزال يغرق في أوهامه وعزلته وأكاذيبه وعداواته تجاه محيطه الخليجي والعربي، بتحالفه مع شياطين الإرهاب «الإخوان» وإيران. حفلة الفنان السعودي المتألق راشد الماجد الأخيرة في لندن أثبتت بالدليل القاطع خواء عقل هذا النظام، وفساد أعصابه، وارتباكه أمام كل ما هو سعودي وخليجي، وولاءه لكل ما هو فارسي وعثماني. كانت حفلة الماجد في العاصمة البريطانية موعداً جديداً للسيّاح وعرب لندن ومن يستهويهم تراث الجزيرة العربية والخليج، ومن الطبيعي أن يحضرها قطريون من الزوّار أو الطلاب الدارسين في بريطانيا، إلا أن «الحمدين» جنَّ جنونه، وفقد مرتزقته أعصابهم، ولَمْ يبقَ لرأسي أفعى النظام إلا الفشل يتلوه الفشل. لقد قابلت قيادة نظام الحمديْن حفلة الماجد بغضبةٍ ورَدٍّ هستيريين، وصلا إلى حدِّ تهديد تلك العوائل القطرية بالاحتجاز والتحقيق بتهمة «التطبيع مع السعودية»! تخيلوا مدى تفاهة هذا النظام وهشاشته! هل يعتقد هذا النظام البائس أنه يستطيع منع القطريين الذين تتقاطع انتماءاتهم القبلية والعائلية مع ذويهم في السعودية ودول الخليج الأخرى، أو أن يستبدلوا جلودهم وعقولهم وذكرياتهم من أجل إرضاء مراهَقات هذا النظام وهلوسته وعمالته لإيران وتركيا وإسرائيل؟! تلك التهديدات القطرية «الصبيانية» باعتقال من حضروا حفلة «أبو طلال» في لندن ليست سوى تأكيد ارتباك عقلية النظام القطري، وهشاشتها، وتفاهتها أيضاً. وهذا يؤكد أيضاً أن السعودية أصبحت «بُعبُعاً» يرعب «الحمدين»، فلا هو قادر على استلاب الدور السعودي في المحافل الخليجية والعربية والدولية، ولا هو قادر على إيجاد تأثير له يمكن أن تلعبه قطر في الإقليم والعالم. وبدلاً من ذلك ارتضى «الحمدين» مهانة الارتماء في أحضان إيران وتركيا، والاحتماء بفلول الإخوان المسلمين، وجماعات التكفير والتطرف الإرهابية، على أمل استخدامها «فزاعةً» للتأثير في قرارات الدول الأخرى. ولكن لن تتحقق أي من تلك التخرصات وسيبقون في دائرة «الفشل». والعجيب الغريب أخيراً أن نظام الدويلة يسمح للفرق القطرية لكرة القدم باللعب مع فرق سعودية؛ بدعوى أنه لا يريد أن تخضع بلاده لأية عقوبات من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)؛ لذلك لم يعتبر إرسال تلك الفرق القطرية إلى السعودية «تطبيعاً»! والأكثر غرابة أن الدويلة طوال موسم الحج ظلت تولول وتفبرك وتكذب، زاعمة أن السعودية تمنع مواطنيها من الحج، وما إن لاح موعد مباراة كرة القدم حتى أرسلت لاعبيها عبر المسارات الجوية التي حددتها السعودية! يستحق مشهد التهديدات القطرية، وتخوين القطريين الذين حضروا حفلة الماجد في لندن أن يوصف بأنه «طفولي» بامتياز. الأكيد أن أية حفلة قادمة لراشد الماجد أو أي فنان سعودي في لندن أو باريس أو غيرهما ستسبب الصداع والزكام ل«الحمدين» خشية أن يحضرها قطريون، وليس من حل أمامهم إلا اعتقال الشعب القطري حتى لا يسافر ويتسلل إلى الحفلات الغنائية بتهمة المَحَبة للسعودية. تلك هي عقلية «الحمدين» الصبيانية، فشكراً راشد الماجد، لقد فضحت عقلية «خيال المآتة».. «وغَرِّقْ الغرقان أكثر».