«إن المملكة تنظر لليمن على أنه العمق الإستراتيجي للأمة العربية، اليمن هي عمق العرب، هي أساس العرب وكل جذورنا وكل أعراقنا ترجع في الأخير لليمن»، هذه هي رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لليمن العربي الأصيل.. واليوم تؤكد المملكة المؤكد أنها مع يمن آمن مستقر وموحد؛ حيث انتصرت الحنكة السعودية وتماهت مع الحكمة اليمانية تحت مظلة الشرعية وبدعم أعضاء التحالف العربي، وبشكل خاص دولة الإمارات؛ لبناء يمن موحد والتصدي لمليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، الذين اختطفوا اليمن وحاولوا جهدهم لتحويله إلى بؤرة إرهابية. وبعد استعادة سيطرة الحكومة الشرعية على العاصمة المؤقتة عدن واستقرار الأوضاع في الجنوب، ستتجه الأنظار إلى الحوثي في شمال اليمن؛ لكي ينتفض الشعب مجددا ضد المليشيات الطائفية، لأن الشعب اليمني هو عربي الأصل ولا مكانة للحوثة والنظام الإيراني الإرهابي في هذا اليمن العروبي. وعندما تؤكد الشرعية اليمنية ثقتها في استعادة أبناء الشعب اليمني زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم اليمني وانتفاضته ضد الحوثي، لتخليص اليمن من شرور المليشيات الإيرانية الطائفية الإرهابية، فإننا نرى عودة يمن الحكمة إلى محيطه الطبيعي العربي الخالص، واستمرار رفض تدخلات إيران فيه للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي، في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي. ومن المؤكد ان التحالف العربي لاستعادة الشرعية كان ولا يزال في جاهزية كاملة للجم المليشيات الحوثية التابعة لإيران، التي سيطرت بقوة السلاح الإيراني على قرارات ومصير ومقدرات الشعب اليمني من الدقيقة الأولى لانقلاب المليشيات الحوثية على الشرعية في اليمن. إنها صحوة الضمير اليمني ضد مليشيات الحوثي، والمطلوب اليوم زيادة وعي اليمنيين لما تمثله الجماعة الحوثية من مخاطر وطنية وإقليمية ودولية، بتلقيها دعماً ومساندة من إيران، وبأفكارها العصبوية والسلالية المتطرفة، وضرورة إجماع الشعب اليمني ضدها والتلاحم المجتمعي، وفتح صفحة جديدة لمواجهة الحوثي ومليشياته الانقلابية، التي تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي، والاصطفاف ضد المشروع الإيراني الطائفي. إن هذه المرحلة من تاريخ اليمن تتطلب التفاف أبناء اليمن على اختلاف انتماءاتهم الحزبية والقبلية، والتخلص من المليشيات التابعة لإيران. إن ما يشهده اليمن وصنعاء من انتفاضة على مليشيات الحوثي إنما يأتي كنتيجة لنقض الحوثي الاتفاقيات المختلفة، لقد انقلب السحر على الساحر، وإيران التي مولت مليشيات الحوثي وأذرعها في اليمن تدفع ثمن تدخلاتها. وهنا لا يمكن تجاهل الدور الإماراتي الذي أعلن من خلال البيان المشترك، اذ حثت الدولتان جميع الأطراف على «الالتزام التام بالتعاون مع اللجنة المشتركة التي شكلتها قيادة تحالف دعم الشرعية لفض الاشتباك، وإعادة انتشار القوات في إطار المجهود العسكري لقوات التحالف، وسرعة الانخراط في حوار جدة»، الذي دعت له السعودية. ومملكة الحنكة التي نجحت جهودها اليوم في ترتيب الوضع الداخلي في جنوب اليمن بدعم من الإمارات وتعاون من الشرعية، لن تقبل أن تكون بجوارها مليشيات طائفية غير منضبطة ولا تحترم القوانين الدولية وتعمل لصالح أجندة إيرانية وتمتلك صواريخ باليستية تحصلت عليها من نظام قم. لقد انتصرت السعودية والإمارات والشرعية اليمنية ودول التحالف، رغما عن أنف النظام الإيراني وعملائه. لقد تفهم العالم الموقف السعودي من الأزمة اليمنية وساند رؤيتها للحل واعترف معها بالشرعية، وبالتالي يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه إرهاب المليشيات والعمل على إخراج إيران من اليمن، فضلا عن عودة الخليج العربي ومضيق هرمز آمنا وحماية المضائق وضمان أمن مرور الطاقة عبرها، والحفاظ على الدولة الشرعية اليمنية لتبقى هي الممثل الوحيد لليمن في المحافل الدولية، ومع كل المخاطر التي واجهت الشرعية والتجاذبات السياسية التي لحقت بين الأطراف المتحالفة داخل البيت اليمني إلا أن الحكمة السعودية منحتها ترياق البقاء لكي يستمر اليمن دولة عربية موحدة بعدما كانت في طريقها لتكون إقليما إيرانيا خاضعا لرؤية ونفوذ طهران في جنوب الجزيرة العربية. .. نعم انتصرت حنكة السعودية وسحقت النفوذ الإيراني الذي كان يعتقد استسهال الإقامة على حدود الخاصرة السعودية في اليمن. وبعد عودة الهدوء إلى عدن فإن الخلافات السياسية لا بد من تجاوزها في اللحظة الراهنة والاستجابة الفورية لحوار هادئ في المملكة، والاستفادة من الأخطاء السابقة. لقد قالها محمد بن سلمان: اليمن عربي.. والحكمة اليمانية انتصرت.. نعم تماهت الحنكة السعودية مع الحكمة اليمانية ولا مكان للحوثة، اليمن سيبقى ولتموت إيران بغيظها.