لم يجد الشاب طارق الحازمي (21 عاما)، أفضل من جهده البدني ليتصدق به عن والده الذي أصيب بجلطة دماغية قبل يومين فقط من التحاقه بالفريق التطوعي في الحج. ويروي الحازمي قصته ل«عكاظ»، قائلا: «التحقت بفريق تطوعي في منطقة جازان لتقديم خدمة للناس، وأغلب مهامنا هي المساعدة في البحث عن التائهين أو المحتجزين في السيول والأودية، ورغم صعوبة المهمة أحيانا ظل شغفي كبير بالذهاب للحج متطوعا وخدمة ضيوف الرحمن، وكان والدي معلم اللغة العربية المتقاعد أكثر من يدعمني ويحثني على دخول التصفيات التي تعقدها الجهات الرسمية لاختيار المتطوعين المشاركين في الحج. عدت لوالدي بعد أن تم ترشيحي ضمن 54 مشاركا من أصل 300 متنافس وساعدني في اختيار أشيائي وتجهيز شنطة السفر». وأضاف: «قبل يومين من سفري، وتحديدا في الرابع من الشهر الجاري سقط والدي مصابا بجلطة في الدماغ، وأصبح قلقي عليه أكبر همّ، ولكون ترتيبي الرابع في إخواني الرجال فلم أجد ما أقدمه سوى الدموع، وإخوتي الكبار يقومون بكل شيء، فحزمت أمري وقررت التصدق بنفسي وجهدي بأداء مهمة التطوع في الحج، وتفاجأت أمي بحديثي لكنها تمالكت نفسها ودعمتني لعلمها بمدى حرص أبي على مشاركتي في خدمة ضيوف الرحمن». وقال الحازمي «حزمت حقيبتي والتحقت بالبعثة، وعند الوصول إلى مكةالمكرمة لاحظ زملائي والمشرفون قلقي وتعرفوا على مصدره، فسمحوا لي بالعودة فرفضت قاطعا عهدا على نفسي بالدعاء لوالدي والتصدق بنفسي وجهدي في مساعدة الحجيج، إذ كنت أيضا أهرب من التفكير عبر مساعدتهم، وأتواصل مع أمي وإخواني لمعرفة أخبار تعافي والدي والحمد لله تلقيت خبر تحسن صحته، وتحدث معي في الجوال وطمأنني على حاله، وأنه سيغادر المستشفى ويعود للمنزل خلال الأيام القادمة».