قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة نقلها التلفزيون على الهواء مباشرة أمس (الثلاثاء) إن الحرب مع بلاده هي «أم كل الحروب»، محذرا مرة أخرى من أن الملاحة في مضيق هرمز قد لا تكون آمنة. وقال روحاني في خطابه الذي ألقاه بوزارة الخارجية وتضمن أوصافاً رنانة ومبالغا فيها، «السلام مع إيران هو أصل السلام والحرب معها هي أم كل الحروب»، مشيراً إلى أنه إذا أرادت الولاياتالمتحدة إجراء مفاوضات مع إيران فعليها رفع كل العقوبات، قائلا إنه ينبغي السماح لبلاده بتصدير النفط. وتأججت مخاوف نشوب حرب في الشرق الأوسط تكون لها تداعيات عالمية عندما احتجز الحرس الثوري الإيراني الناقلة البريطانية ستينا إمبيرو قرب مضيق هرمز في يوليو؛ بزعم ارتكابها انتهاكات بحرية وذلك بعد أسبوعين من احتجاز قوات بريطانية لناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق بدعوى انتهاكها عقوبات على سورية. وقال روحاني الذي استنسخ طريقة الراحل صدام حسين في خطبه وتصريحاته المتضخمة التي سبقت اندلاع حرب الخليج مطلع التسعينات: «مضيق بمضيق. لا يمكن أن يكون مضيق هرمز مفتوحا أمامكم بينما مضيق جبل طارق ليس مفتوحا أمامنا». وأكد روحاني أن في أية مفاوضات على الأمريكيين أن يكونوا مستعدين للتفاوض بعدل. وقال: «إذا أردتم الأمن، إذا أراد جنودكم الأمن في المنطقة (إذاً اقبلوا) بالأمن مقابل الأمن»، مضيفاً: «لا يمكنكم الإخلال بأمننا وأن تتوقعوا الأمن لأنفسكم». وتابع: «السلام مقابل السلام والنفط مقابل النفط»، مضيفا: «لا يمكنكم القول إنكم ستمنعون تصدير نفطنا». وتابع: «المضيق مقابل المضيق. لا يمكن أن يكون مضيق هرمز مفتوحاً لكم وألا يكون مضيق جبل طارق كذلك بالنسبة لنا». وتابع روحاني: «سواء يريد الأمريكيون الانضمام إلى الاتفاق النووي أم لا، فالأمر يعود لهم»، متابعاً أن «كل العقوبات يجب أن تُرفع كي لا يكون هناك مجرمون أمامنا» متهماً الولاياتالمتحدة بممارسة «الإرهاب الاقتصادي» بسبب عرقلة استيراد المواد الغذائية والأدوية. وقال «إذا يريدون محادثات، عليهم أن يمهّدوا الطريق لذلك. والطريق لذلك هو الندم. ليس هناك أي طريق آخر». من جهة أخرى، كشفت إيران أمس عن ثلاثة صواريخ موجّهة جديدة بالغة الدقة زاعمة أنها مستعدة للدفاع عن نفسها في مواجهة «خبث ودسائس» الولاياتالمتحدة، وفق قول وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، في تصريحات نقلتها وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء أمس. وأضاف أن «ذلك يُثبت أن رغم خبث ودسائس الشيطان الأكبر أمريكا وأذنابها، فإن وزارة الدفاع لن تتوانى لحظة في الدفاع عن إيران وتعزيز الأمن». وتمّ تطوير الصواريخ الثلاثة التي أطلقت عليها تسميات «ياسين»، و«بالابان»، و«قائم»، من جانب الوزارة ومؤسسة «سا-إيران» الحكومية المرتبطة بقطاع الدفاع. وازدادت التوترات في الأشهر الأخيرة بين واشنطنوطهران بعد عمليات تخريب وهجمات تعرّضت لها سفن في الخليج تشير الأدلة إلى ضلوع إيران فيها، إلا أنها تنفي الأمر بشكل قاطع، إضافة إلى إسقاط إيران طائرة مسيّرة أمريكية، كما تواصلت حدة التصعيد أيضاً إثر احتجاز إيران ثلاث ناقلات نفط أجنبية في الخليج، إضافة إلى احتجاز لندن ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق.