يرحمه الله، فقد كان رشاد زبيدي عملة نادرة لا يعلم الكثير مقدار النخوة والوفاء والشجاعة التي استخدمها في سبيل الإحسان، فقد كان يرحمه الله صاحب مواقف لم يتراجع عن الحق فيها، وكان عوناً للضعفاء والمساجين بما لا يعلمه الكثير، وقد حضرت له وقفة رجل مع ولي الأمر إذ حقق فيها فرجاً لصاحب كربة. وأرسلت له ذات مرة صاحب حق لدى صديق عزيز عنده منذ الصغر، ولم يقبل لصديقه الحميم عذراً إلا وأدى ما عليه بعد سنوات طويلة من معاناة صاحب الحق، وتفاصيل هذه المواقف وغيرها تثير الإعجاب وتضرب الأمثال لكثير ممن يحتاجون هذه القوة الإيمانية في تناول الأمور.. يظن البعض القليل أنه لا يتجاوز أن يكون رجلاً ساخراً، وإنما الحق والحق أقول.. كان يرحمه الله عملاقاً من نوع نادر في تناول مساعدة الآخرين والمحتاجين والمساجين، ويتفوق على كثير من أبناء جيله في هذه الزوايا بما يكشف حقيقة شخصيته وروحه المؤمنة التي يتوارى عنها قصير النظر. لم يقتصر دوره وموقفه فقط مع ذوي الحاجة من مختلف الألوان، وإنما كذلك في ما يخص مكةالمكرمة من عناية ومساءلة ومتابعة، بل وفي مساعدة كبار شخصياتها ليؤدوا دورهم في التنمية والعمل في بناء البيئة المكية اقتصادياً وميدانياً.. أبو نبيل كان نموذجاً فريداً ومن نوع نادر اكتسب كذلك محبة ولاة الأمر ونسج مصداقية خاصة به لديهم يحفظهم الله في عون الآخرين وفي كسب مكةالمكرمة مزيداً من رعايتهم التي دأبوا فيها على مدى الأعوام، قليل أن أقول «عملاق من مكة».. وإنما هذه هي عين الحقيقة وقلب الواقع الذي حضرته ورأيته وعاشرته فترة عملي في أمانة العاصمة المقدسة.. وما قبل وما بعد ذلك. يرحم الله فقيد مكة ويسكنه فسيح جناته، وعزائي لنا ولعائلته وأبنائه والضعفاء ومساجين الحقوق، وأدعو لنفسه المطمئنة أن ترجع إلى ربها راضية مرضية.. لتدخل مع عباده الصالحين في جنته.