أكدت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أن الإدارة الأمريكية استقرت على حزمة من العقوبات ضد أنقرة، بسبب شراء الأخيرة منظومة دفاع صاروخي روسية الصنع. وبحسب ما جاء في التقرير، فقد رغبت الإدارة الأمريكية بالانتظار قبل الإعلان عن العقوبات الجديدة إلى ما بعد ذكرى محاولة الانقلاب التي وقعت عام 2016 في تركيا، بهدف تجنب تأجيج التكهنات بأن واشنطن كانت مسؤولة عن تلك المحاولة الفاشلة. في حين أوضح مسؤولون أمريكيون أن العقوبات تأتي بسبب تمثيل الصفقة التركية تهديداً للطائرة المقاتلة من طراز F-35 الأمريكية الصنع وللدفاعات الجوية لحلف الأطلسي (الناتو)، وفق ما نقلته «فورين بوليسي» عن شبكة «بلومبيرغ»، إلا أن فرض هذه العقوبات لا يزال يحتاج لموافقة الرئيس دونالد ترمب، الذي سبق أن قام ببعض التحولات غير المتوقعة في شؤون السياسة الخارجية، وفقاً لما كتبته لارا سيليغمان. وأكدت بعض المصادر ل«فورين بوليسي» أن الإدارة الأمريكية كانت بصدد الإعلان عن فرض العقوبات وغيرها من الإجراءات التأديبية صباح الجمعة الماضية، عندما وصلت شحنة تشتمل على أجزاء من منظومة الصواريخ S-400 الروسية إلى تركيا. كما أن البنتاغون حدد موعداً لمؤتمر صحفي متلفز، كان من المفترض أن يناقش خطوات لطرد تركيا رسمياً من برنامج تصنيع المقاتلات F-35، ولكن تم تأجيل المؤتمر الصحفي بطريقة غامضة، ثم تم إلغاؤها. ومن المتوقع أن ترد تركيا على العقوبات المتوقعة بالتهديد بمنع استغلال الولاياتالمتحدة لقاعدة إنجرليك الجوية، وهي قاعدة رئيسية للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وتضم أسلحة نووية أمريكية. وفي هذا السياق، قال أحد المسؤولين إلى سيليغمان إن مثل هذا التهديد ربما يبرر التوقف المؤقت للإدارة الأمريكية عن الإعلان عن حزمة العقوبات ضد تركيا. في الوقت نفسه، تقوم تركيا بتحركات من شأنها تشكيل عنصر ضغط كرد فعل مستبق على العقوبات المزمع الإعلان عنها، حيث قامت أنقرة بالاستعداد لعمليات انتشار عسكري واسعة النطاق على الحدود مع سورية، تمهيداً لما يمكن أن يكون هجوماً جديداً في الجزء الشرقي من سورية، حيث تتمركز القوات الأمريكية. من جهة أخرى، قال وزير الطاقة التركي فاتح دونميز أمس إن تركيا سترسل سفينة رابعة إلى شرق البحر المتوسط لإجراء مسح سيزمي للنفط والغاز حول قبرص. ولدى تركيا حالياً ثلاث سفن حول قبرص، من بينها سفينتان للحفر. وقال دونميز على «تويتر» إن سفينة المسح السيزمي «أورك ريس»، سيتم إرسالها إلى البحر المتوسط بعد استكمال أنشطتها الحالية في بحر مرمرة. وكان الاتحاد الأوروبي، أعلن أمس الأول (الإثنين)، سلسلة من العقوبات السياسية والمالية بحق تركيا رداً على مواصلتها أعمال التنقيب غير الشرعية التي تقوم بها في المياه الإقليمية القبرصية، رغم التحذيرات بوقفها، حسب ما أفادت به مصادر أوروبية.