أنقرة 8 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) - قال وزير في الحكومة التركية اليوم الاربعاء، إن تركيا تتوقع من القبارصة اليونانيين التراجع سريعاً عن قرار وقف المحادثات مع القبارصة الاتراك لاعادة توحيد الجزيرة واستئناف الحوار، وإلا فانهم يخاطرون بالإضرار بفرص السلام في منطقة مضطربة. وقال وزير شؤون الاتحاد الاوروبي فولكان بوزكير في مؤتمر صحافي لبحث التقرير السنوي للاتحاد الاوروبي عن مدى التقدم الذي أحرزته تركيا نحو تلبية معايير الانضمام الى الاتحاد، إن "هذا (القرار) مؤسف ولا أعتقد انه يمكن ان يستمر. أتوقع من الادارة القبرصية اليونانية ان تغير هذا القرار الخاطىء سريعاً". ودعا بوزكير اليونان والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الى التدخل للابقاء على محادثات السلام، قائلاً إن "هذا أمر محزن لأنه يضر ببارقة الامل في منطقتنا التي تشهد مشاكل ضخمة، نأمل في أن يسهم أولئك الذين لهم مصلحة في السلام والاستقرار في المنطقة في تغيير هذا القرار الذي فاجأ الجميع". وأصبحت تركيا مرشحة رسميا للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي في العام 1999، لكنها دخلت في عملية انضمام مطولة تعثرت بسبب سجلها في مجال حقوق الانسان وسياساتها تجاه قبرص التي أصبحت بالفعل عضواً بالاتحاد. وغزت تركياقبرص في العام 1974 وتحتفظ بنحو 30 ألف جندي في الجزيرة. وهي البلد الوحيد الذي يعترف بجمهورية شمال قبرص التركية، بينما يعتبر المجتمع الدولي القبارصة اليونانيين السلطة الوحيدة في الجزيرة. ويقول القبارصة اليونانيون إن تركيا تزمع اجراء عمليات استكشاف في البحر قبالة السواحل الجنوبية للجزيرة بدءاً من 20 تشرين الاول (أكتوبر)، ما يمثل تعدياً على مصالحهم في منطقة سمحت فيها السلطات بالتنقيب عن الغاز. وكانت شركة "إيني" الإيطالية قد بدأت الشهر الماضي التنقيب عن الغاز في منطقة قبالة السواحل الجنوبية للجزيرة. وكرر بوزكير مزاعم تركيا بأن "القبارصة اليونانيين يستغلون الموارد الطبيعية للجزيرة لمصلحتهم ويحرمون القبارصة الاتراك من نصيبهم". الى ذلك، حض المستشار الخاص للامين العام للامم المتحدةلقبرص اسبن بارث ايدي اليوم الاربعاء، الحكومتين القبرصية والتركية على "خفض مستوى التوتر"، بعدما اتهمت نيقوسياانقرة بانها "تسعى الى ارباك عمليات البحث عن الغاز التي تجريها في البحر". وعلّقت قبرص أمس الثلثاء، مشاركتها في المفاوضات الرامية الى اعادة توحيد الجزيرة للتنديد بإعلان إنقرة إرسال سفينة تركية للمسح الزلزالي اعتباراً من منتصف تشرين الاول (اكتوبر) الى المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص. وستقوم السفينة بسبر الأعماق في قطاع قريب من القطاع الذي ينشط فيه حالياً كونسورسيوم ايطالي كوري (ايني - كوغاز) الذي اختارته الجمهورية القبرصية لإجراء عمليات التنقيب لاكتشاف حقول غاز محتملة. وصرح ايدي للصحافيين إثر اجتماع الاربعاء، مع نيكوس اناستاسيادس رئيس جمهورية قبرص (الوحيدة المعترف بها دولياً) التي تمتد سلطتها على جنوب الجزيرة، "اعتقد ان من المهم جداً أن يتصرف الجميع بطريقة مسؤولة لتفادي اي تصعيد جديد". وأعلن الديبلوماسي النروجي أنه يفترض التوصل الى اتفاق "في اسرع وقت ممكن" للتأكد من أن موارد الطاقة في الجزيرة يتقاسمها كل القبارصة. ووفق الاممالمتحدة، فقد كان من المتوقع ان يجتمع الرئيس القبرصي وزعيم "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة درويش ايروغلو، الخميس. ولم توضح حكومة اناستاسيادس ما اذا كانت عملية السلام قد علّقت نهائياً، لكنها اشارت الى أن نيقوسيا تتخذ الاجراءات "القانونية والديبلوماسية" التي تفرض نفسها. وندد ايروغلو بقرار نيقوسيا الذي يدل برأيه على أن "جهودها للتوصل الى حل عبر مفاوضات غير صادقة". واعتبر الموفد الاممي أن "الطاقة ستبقى مصدر نزاع من دون حل لتقسيم الجزيرة"، وقال إن "النفط والغاز يمكن ان يكونا إما نعمة وإما نقمة".