لم يلبث الاتحاديون سريعاً أن تنفسوا الصعداء، متجاوزين كل الأخبار والأحداث العصيبة التي لحقت بالنادي، حتى فاجأهم رحيل «إبراهيم أفندي» الرئيس العائد بالاتحاد ثمانينات القرن الماضي إلى منصات الذهب، بعد انقطاع عنها دام لأكثر من 15 عاماً، لتودعه اليوم (الأحد) جماهير مدرج الذهب، مستذكرين ما قدمه «حكيم الاتحاد» للنادي في سنوات خلت. الأفندي اللاعب والرئيس ورئيس أعضاء هيئة أعضاء الشرف، والرجل الذي يقول عنه أحد الاتحاديين، إنه كثيراً ما يطل بوجهه وثقله في لحظات النادي العصيبة، حاملاً الحل لأعند العقد التي تواجه العميد. بدأ الراحل إبراهيم أفندي رحلته مع الاتحاد لاعباً في أشبال الاتحاد عام 1375، قبل أن ينهي ارتباطه بالنادي سريعاً، لارتباطه بالعمل مبكراً ثم عمل في شرطة جدة لينتقل بعد ذلك إلى البنك الأهلي مديراً لأملاك البنك. رجل الأعمال الذي شارك في تأسيس العديد من الشركات الناجحة في السعودية، ورئيس مجلس إدارة عدد من التكتلات، لم تثنه التجارة يوماً عن عشقه للعميد، بل ساعدته -حسبما يروي أحد الاتحاديين- في الوقوف إلى جانب النادي، بعد إنقاذه في ثمانينات القرن الماضي الاتحاد من الهبوط، من خلال دعمه للنادي بما يقارب ال 11 مليون ريال سعودي. وتولى إبراهيم أفندي رئاسة نادي الاتحاد في العامين (1981 - 1982) مع بداية تنظيم «الدوري المشترك» ونجح الاتحاد معه في خوض منافسة قوية معتمداً على تعاقده مع المدرب البرازيلي «شيزنهو» الذي استطاع أن يقود الاتحاد فنياً للفوز ببطولة الدوري المشترك ويعود به إلى منصات التتويج بعد غياب دام 15 عاما، لتبقى ذكرى عودة الاتحاد مع الأفندي حدثاً لا ينساه الاتحاديون، وحدثاً مهما في حياة الراحل، ليردد مدرج الذهب هذه المرة «الله يعين العشاق» حزناً لا فرحاً على رحيل الأفندي.