موضوع الأممالمتحدة لعام 2019 هو (مكافحة الشعوبية القومية المتصاعدة والأيديولوجيات المتطرفة العرقية) حول العالم. وتشير في تقرير لها بهذا الخصوص إلى: انتشار النزعة القومية الشعوبية التي تهدد حقوق الإنسان وتضر بالأفراد والجماعات على أساس عرقهم أو دينهم أو أصلهم القومي.. ومواكبة لهذا التوجه، أعلنت المملكة أن جهاتها المختصة تدرس (مشروع نظام جديد) يجرِّم العنصرية والكراهية (.. وازدراء الأديان أو الإساءة إلى المقدسات، أو بث الكراهية..) ويمنع (الانتقاص أو التمييز ضد الأفراد والجماعات أو النيل من الرموز التاريخية..). كما طالبت المملكة الأممالمتحدة بإصدار قوانين تقيِّد الخطابات المحرضة على الأديان وعلى أتباعها (وتجرِّم الدعوة إلى العنصرية والكراهية الدينية انسجاماً مع ما التزمت به المملكة من قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان). هذه المظلات العامة والتفاصيل الدقيقة التي يسعى العالم من خلالها إلى: مكافحة الشعوبية، والأفكار العنصرية، وروح الكراهية.. تهدف في النهاية إلى نشر (السلام العالمي)؛ وهذا المصطلح بالتحديد هو مفهوم الدين الإسلامي الحنيف في حقيقته وجوهره، فهو دين السلام العالمي.. وثقافته الكونية -الخالية من الأدلجة- صالحة لكل زمان ومكان. القوانين الدولية التي تحاكي الجوانب الإنسانية الصحيحة هي في حقيقتها جزء مما يقدمه الإسلام للإنسانية.. و(مشروع النظام الجديد) لمكافحة العنصرية والكراهية الذي تدرسه الجهات المختصة لابد أن يعكس الثقافة الكونية التي يحملها الإسلام. ثم يأتي دور الخطاب التعليمي والديني والإعلامي في حمل هذه الراية الخضراء لنشر ثقافة هذا الدين الكوني. المواطن دائماً هو صورة دولته.. على سبيل المثال، المواطن الماليزي يعتبر أنموذجاً في الصورة الإيجابية لدولة ماليزيا بالطريقة التي يقدم بها نفسه ويعطي انطباعه الأول لكل من يتعامل معه -الحاج الماليزي أنموذجاً-. المواطن السعودي يحمل هذا المفهوم أيضاً عن وطنه ودينه، فالمملكة هي راعية الدين الإسلامي الحنيف.. وهي راعية السلام العالمي.. وهي حاملة علم الإنسانية. هذا الجانب يجب تعزيزه لخدمة هذا الوطن الراقي ودينه الحنيف. * كاتب سعودي [email protected]