أنهى المنتخب الجزائري (الاثنين) منافسات المجموعة الثالثة لبطولة كأس الأمم الأفريقية في كرة القدم، بتحقيق فوزه الثالث في 3 مباريات، بنتيجة عريضة على تنزانيا 3-صفر، حاسما الصدارة لصالحه، منتقلا إلى ثمن النهائي برفقة السنغال الفائزة بالنتيجة ذاتها على كينيا. وأنهت الجزائر المجموعة برصيد تسع نقاط، بفارق ثلاث نقاط عن السنغال (6 نقاط)، بينما اكتفت كينيا بالمركز الثالث مع 3 نقاط، حيث بات مصير مشاركتها في ثمن النهائي مرتبطاً بنتائج المجموعات الأخرى، لتبيان ما إذا كانت قادرة على حجز مقعدها ضمن أفضل أربعة منتخبات تحل ثالثة في المجموعات الست للبطولة المقامة في مصر. وحقق ثعالب الصحراء بإشراف المدرب جمال بلماضي، الفوز الثالث تواليا في دور أول حافظوا فيه على نظافة شباكهم. وفي المباراة على استاد السلام في القاهرة، حسم المنتخب الجزائري نتيجة مباراته ضد تنزانيا في أواخر الشوط الأول الذي شهد تسجيل الأهداف الثلاثة عبر إسلام سليماني وثنائية آدم وناس. وبعدما كان ضامنا لبطاقة ثمن النهائي، أجرى بلماضي تسعة تغييرات على التشكيلة التي خاضت المباراة الأخيرة ضد السنغال (1-صفر)، وأبقى رباعي المقدمة سفيان فيغولي ويوسف البلايلي وبغداد بونجاح ورياض محرز على مقاعد البدلاء، قبل أن يدفع بالأخيرين في الدقائق الختامية. وكان المنتخب الجزائري الذي اعتمد على قلب الهجوم سليماني مدعوما على الجهتين من قبل وناس وأندي ديلور الطرف الأفضل في مطلع المباراة وسنحت له فرصة أولى عندما شتت حارس تنزانيا ميتاشا مناتا بطريقة خاطئة فوصلت عند ديلور على الجهة اليمنى فمررها متقنة باتجاه سليماني الذي سدد كرة باتجاه المرمى لكن تدخل الدفاع أنقذ الموقف (7). ثم سدد وناس كرة طائشة من مسافة قريبة إثر كرة مرتدة من الحارس التنزاني (15) الذي تصدى لكرة قوية سددها إسماعيل بن ناصر من مشارف المنطقة بقدمه اليسرى (17). وافتتح سليماني التسجيل عندما استثمر ببراعة كرة أمامية بينية من محمد فارس فانسل بين مدافعين وسدد الكرة داخل الشباك رافعا رصيده الى 27 هدفا دوليا (35). ولم يكن المنتخب التنزاني قد أفاق من صدمة الهدف الأول عندما أضاف وناس الثاني بعد تبادله الكرة مع سليماني (39). وكان سليماني صاحب تمريرة أخرى في العمق استغلها وناس ليراوغ مدافعا تنزانيا بحركة فنية رائعة ثم الحارس ويغمز الكرة داخل الشباك (45). وتوالت الفرص الجزائرية في الشوط الثاني، بينما أتيحت لتنزانيا فرصة خطرة عبر البديل جون بوكو بعد هجمة مرتدة سريعة لكنه سدد في الشباك الخارجية (89). وفي المباراة الثانية على استاد 30 يونيو، بدت السنغال متوجسة في مواجهة كينيا تفاديا لخسارة قد تطيح بالمنتخب الأفضل تصنيفا على المستوى القاري من الدور الأول. وانتهى الشوط الأول للقاء على استاد 30 يونيو (الدفاع الجوي) بالتعادل السلبي، وشهد إضاعة مانيه ركلة جزاء في الدقيقة 28، عندما سدد الكرة ضعيفة على يمين الحارس الكيني باتريك ماتاسي الذي تمكن من إيقافها، بعد خطأ ارتكبه محمد موسى ماييكو على ساليو سيس. وشهدت الدقائق ال45 الأولى بين المنتخبين فرصا محدودة، أبرزها للكيني يوهانا أومولو أوتشيانغ في الدقيقة الثامنة، عندما أخطأ الدفاع السنغالي في إعادة الكرة الى حارس المرمى إدوار مندي، ليخطفها لاعب الوسط الكيني ويرفعها فوق الحارس، لكن إلى خارج المرمى. كما تصدى الحارس الكيني ببسالة لمحاولة سنغالية في الدقيقة 26 عبر ماييكو الذي حاول التسديد من مسافة قريبة، لكن ماتاسي حارس فريق سانت جورج الإثيوبي أبعدها ببراعة إلى ركنية. وبقي الخطر السنغالي أكبر على المرمى الكيني حتى الثواني الأخيرة من الشوط الأول، لاسيما عبر تسديدة لمدافع نابولي الإيطالي كاليدو كوليبالي مرت قريبة من الزاوية اليمنى للمرمى الكيني (36)، ومحاولة رأسية قريبة من إسماعيلا سار أبعدها ماتاسي بصعوبة الى ركنية (45+1). وضغطت السنغال بشكل أكبر في مطلع الشوط الثاني على وقع التشجيع المستمر لمئات من مشجعيها قرعوا الطبول ورددوا الأهازيج دون كلل. وكانت تسديدة قوية لهنري سايفيه في الدقيقة 52 من خارج المنطقة، أوقفها ماتاسي بهدوء على دفعتين. وتبادل المنتخبان التسديدات الخطرة بعد انقضاء ربع الساعة الأول في الشوط الثاني، بداية عبر مبايي نيانغ التقطها ماتاسي (60)، وبعدها بدقيقتين عبر الكيني دينيس أومينو أبعدها مندي ببراعة إلى ركنية. وبين المحاولتين، نال مانيه الذي غاب عن المباراة الأولى بسبب الإيقاف لتراكم إنذارات سابقة، بطاقة صفراء بعد عرقلة قاسية على أوتشانغ من الخلف. وفي الدقيقة 63، حصل ما لم يكن في الحسبان بعد الأداء الذي قدمه ماتاسي لمعظم فترات اللقاء، إذ ارتكب خطأ قاتلا لدى خروجه من مرماه لقطع عرضية، فتعثر مقدما محاولة على طبق من ذهب لإسماعيلا سار الذي هيأ الكرة على صدره وسددها قوية بيمناه ليهز الشباك، مانحا المنتخب السنغالي هدف الخطوة الأولى نحو ضمان بلوغ الدور ثمن النهائي. وفي الدقيقة 71، عوّض مانيه المتوج مع فريقه ليفربول الشهر الماضي بلقب دوري أبطال أوروبا، ركلة الجزاء التي أضاعها في الشوط الأول، بتسجيل هدف الاطمئنان لبلاده بعدما تمكن من انتزاع الكرة من ماييكو على مشارف منطقة الجزاء الكينية، وانفرد بالحارس ماتاسي وأودع الكرة على يمينه بهدوء، مانحا السنغال أفضلية هدفين نظيفين. كما أتيحت لمانيه فرصة ثانية للتكفير عن ذنبه، عندما استحصل سار على خطأ داخل منطقة الجزاء أدى إلى طرد فيلمون أتيينو بالبطاقة الصفراء الثانية. وانبرى مهاجم ليفربول لركلة الجزاء وسددها قوية على يسار ماتاسي الذي أحسن تقديرها، لكن الكرة كانت أسرع منه إلى الشباك (78).