«لا شيء يثبت الواقع كمعاينته».. زخم كبير يصاحب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس الوفد السعودي إلى قمة «القمم» الاقتصادية (G20)، في اليابان، إذ لفت حضوره إلى مقر القمة التي تستحوذ أطرافها على 85% من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلاثة أرباع حجم التجارة الدولية، ونحو 80% من إجمالي حجم الاستثمار العالمي، أنظار الزعماء وعدسات الصحفيين، ما شكل صفعة سعودية، تتكرر دوماً في المناسبات الكبيرة، للواهمين الذين نسجوا من خيالهم سيناريوهات «ساذجة». وبمجرد حضور ولي العهد السعودي، تبادل الأحاديث الودية مع عدد من قادة الدول العشرين، والتقطت عدسات الصحفيين، صوراً تعكس ثقل شخصية الأمير محمد بن سلمان على المستويات العالمية، وتأثير بلاده اللافت بين الدول الكبار. وبدت الأموال الطائلة التي غذى بها الكارهون ماكيناتهم الإعلامية «المأجورة» مبددة في اللحظات الأولى من وصول الأمير محمد بن سلمان، فبعد أيام من أحاديث «مقاطعة» الزعماء له، والتشكيك في رغبة قادة من دول العشرين في لقائه، ونسج الأكاذيب حول «لقاء بارد» سيحيط بالضيف السعودي الكبير، عرَّى الواقع واللقطات المباشرة من قاعة انعقاد القمة في المدينةاليابانية أوساكا كل الأكاذيب والأمنيات الساقطة. ويرى مراقبون أن المملكة قادرة على دحض أكاذيب «الإعلام المعادي» لقوتها وصلابة قادتها وموقفها المعتدل في المنطقة، وتبقى الأكاذيب أكاذيب مهما حاولت ماكينة «الخيال الرخيص» تلميعها وتقديمها في قوالب الإثارة الفجة. وتكتسب مشاركة ولي العهد في اجتماعات قمة G20 في أوساكا، أهمية خاصة لكون السعودية ستتسلم رئاسة القمة من اليابان؛ تحضيراً لاستضافتها النسخة القادمة في عام 2020. وتعكس مشاركة ولي العهد في اجتماعات قادة دول مجموعة العشرين للمرة الثانية على التوالي والثالثة منذ تمثيله السعودية للمرة الأولى، حجم التقدير الكبير الذي يلقاه الأمير محمد بن سلمان بين «نادي الكبار»، إذ أظهر ذلك لقاءاته المتعددة مع قادة وزعماء الدول على هامش القمة، وتسابق المؤسسات الرئاسية للإعلان عن لقاءات ثنائية تجمع قادتها بالأمير محمد بن سلمان، مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، وغيرهم. ويبرهن الحضور الفاعل والمؤثر للسعودية في مجموعة G20 على محورية الدور المهم الذي تقوم فيه لتعزيز أمن واستقرار الأسواق العالمية والتزامها الكامل بكل ما يكفل تحقيق الأهداف التي من أجلها تأسست المنظومة الاقتصادية الأهم في العالم. ويأتي تقدم المملكة وتحسن مراتبها ضمن مجموعة G20 انعكاساً لنجاح خططها الاقتصادية وإصلاحاتها الهيكلية وقدرتها على المحافظة على موقعها كقوة اقتصادية كبرى تنافس اقتصاديات الدول المتقدمة.