قصة لجان التحقيق التي غثتنا بروحتها وجيتها للمنطقة بحجة تقصي حقيقة مقتل الصحفي جمال خاشقجي، لا تختلف كثيراً في تداعياتها وغاياتها عن تلك الحكاية الشعبية التي تروي قصة اثنين باع أحدهما بيته للآخر واشترط بالعقد أن يستثني المسمار من البيعة، ويكون له الحق في زيارته وتفقد أحواله كلما أراد، فوافق الرجل المشتري على أساس أنه أمر وقتي، ولكنه فوجئ بحضور البائع كل يوم، بل أصبح من خباثته يختار أوقات الطعام ليشاركهم السفرة، حتى سئم الرجل ولم يستطع تحمل هذا الوضع فترك المنزل بما فيه وهرب!! دعاني لهذا التشبيه نتائج الزيارة الأخيرة (لجحا) محققة الأممالمتحدة أنجس كالمارد التي بقيت بأسطنبول أشهرا طويلة بحجة التحري حول الجريمة، لتبث بالنهاية استنتاجات مرسلة مبنية على الظنون دون أي نتيجة ملموسة، سوى بقاء (مسمار خاشقجي) مثبتاً بجدار المنطقة!! إذا كانت النيابة السعودية بعد أسابيع قليلة من وقع الجريمة أعلنت بكل شجاعة وأمانة تفاصيل الحادثة وأسماء المتهمين والعقوبة المقدرة لهم، وإذا كان النائب العام قد زار نظيره التركي وبحث معه ملف القضية وتطورات التحقيق التي تجري على الأراضي السعودية عملاً بمبدأ السيادة، وإذا كان أبناء وإخوان الضحية عبروا في أكثر من مناسبة عن ثقتهم الكبيرة بعدالة القضاء السعودي وحرص القيادة على محاكمة كافة الجناة، وإذا كانت المحاكمات الجارية يحضرها ممثلون لسفارات الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن بالإضافة لتركيا ومنظمات حقوقية، فما القصد من وراء الزيارات المتكررة للضيفة الثقيلة (أنجس) إلى المنطقة غير إثارة الفتنة والبلبلة والاستنفاع من وراء القضية؟! بعد إطلاعي على تقرير المحققة أنجس كالمارد، أقول لها بالفم المليان: أتحدى أن تكون هذه السيدة خريجة قسم القانون، إنها مجرد (عرضحلجية) ربما اعتادت في شبابها وقبل التحاقها بعملها بالأممالمتحدة مراجعة أقسام الشرط والدوائر الحكومية حتى تحصلت على بعض الخبرة العملية وسط جهل مطبق بأبسط المبادئ القانونية، وإلا كيف تختم تقريرها بتوصية (فرض عقوبات)، إنه خرق فاضح لأهم مبدأ قانوني ليصبح (المتهم مدان حتى تثبت براءته) وانتهاك صريح لمبدئي سيادة الدولة وشخصية العقوبة! مهلاً سيدة كالمارد: فحكومتنا تجاه هذه القضية متمسكة باتفاقية فيينا للعام 1961م التي تعتبر القنصلية بأي بلد من الأراضي السعودية وبالتالي القضاء السعودي العادل هو المختص بنظر هذه القضية، لهذا قولي لمن اعتاد إرسالك إلى المنطقة إنه إذا كان الغرض من الزيارة الثقيلة والمتكررة الاستمتاع مثل (جحا) بأكل المشاوي والبابا غنوج فهذا شأن داخلي تركي لا علاقة لنا به، أما إن كان الغرض مساومتنا وابتزازنا فأبلغيهم أننا صامدون على مبادئنا السامية وأن الحكاية باتت قديمة ومكشوفه ولن تزيدنا إلا تمسكاً ببيت وطننا الغالي. [email protected] تويتر @ajib2013