13 عاماً قضاها عبدالله بن أحمد بن دخيل آل يعلى الثقفي، مديراً لتعليم مدينة جدة قبل أن ينال الثقة في تعيينه أخيراً مديراً عاماً لإدارة تعليم منطقة مكةالمكرمة، كان خلالها محط تقدير الجميع وعلى رأسهم منسوبو إدارته من تربويين وتعليميين، يجيرون له الكثير من الفضل في التطوير الذي شهده تعليم جدة، ما دفع بالرهان على بقائه طيلة الأعوام الماضية حتى جاء الأمر بتكليفه لسبر أغوار تحد جديد في منطقة أخرى. الثقفي الحاصل على درجة الماجستير في الإشراف التربوي 1423ه، أتم 37 سنة في خدمة التعليم منذ أن بدأ مسيرته معلماً عام 1403، ثم مشرفاً تربوياً بدءاً من 1412، فمديراً لمركز الإشراف التربوي 1415، حتى تم تعيينه مساعد المدير العام للتربية والتعليم بمحافظة جدة عام 1420، ليعين بعدها مديراً عاما للتربية والتعليم في مكةالمكرمة عام 1427، ثم مديراً عاماً للتربية والتعليم بمحافظة جدة في 1429. وضع الثقفي التعليم التنافسي رؤية لعمله، وحدد رسالته مشدداً على أنه «من بوابة التعليم نصل إلى العالم الأول»، ووضع أولوياته في إرساء القيم والمواطنة، ورعاية الموهوبين والموهوبات، وتطوير البيئة التعليمية ودعم المعلم الكفء والمنهج وجعل مدينة جدة بلا مبان مدرسية مستأجرة. العلاقة المثالية التي خلقها الثقفي مع منسوبي التعليم بحسب من عاصره وعمل تحت إدارته، كانت نموذجية ومحل تقدير العاملين معه، كان يؤمن بأن شراكة النجاح تجيء من بيئة عملية مثالية وتكاملية. كان ذا أفق واسع وثقافة عالية نجحت في استمالة رضا المجتمع التعليمي بشكل خاص، فضلاً عن جسور الوفاق والشفافية التي مدها مع رجال الفكر والثقافة والإعلام، لم يكن يخشى النقد ولا يزعجه تقييم العمل، منطلقاً من قاعدة أن الانتقادات سبيل لمراجعة العمل وتطويره. دعم الثقفي الأنشطة الفنية والاجتماعية والإعلامية، وطور منظومات التعليم مذللاً كل العقبات، منطلقاً من رسالته في الماجستير التي كانت بعنوان «دراسة معوقات الأداء في التعليم». لم يمر على عبدالله الثقفي هذا العام مرور الكرام، بل حقق فيه عددا من الإنجازات؛ بحصوله على المرتبة الرابعة عشرة، وحصوله على جائزة التميز الوزاري على مستوى المملكة، وكان آخرها حصوله على شخصية العام في مشروع مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، ناهيك عن عدد كبير من إنجازات الإدارة العامة بمختلف فروعها وإداراتها ومكاتبها وحصولهم على مراكز متقدمة على مستوى المملكة، خصوصا في ما يتعلق بمؤشرات الأداء الإشرافي. كل تلك الإنجازات التي كان هذا العام هو باكورة تتويج لعمل مؤسسي استمر طويلا بمنهجية علمية قادها الثقفي ومساعدوه ومديرو الإدارات ومديرو المكاتب، حيث عرف الثقفي بإعطائه المساحات للجميع والاستماع لهم وإتاحة الفرصة لكل فكرة وحلم أن يكون حقيقة، بعيدا عن البروتوكولات التي قد تعيق العمل الإداري، ودائما ما يشدد على أن الطالب والطالبة هما الرقم الأول في تعليم جدة، يليهم المعلمون والمعلمات وصولا إلى قيادات التعليم. وعرف عن الثقفي استقباله اليومي لجميع المراجعين وتخصيص وقت طويل للاستماع إليهم وحل مشكلاتهم فورا دون تطويل، ما أضفى على تعليم جدة نوعا من سرعة الإنجاز.