قد تذهب الأمور إلى حافة الهاوية وتقوم حرب ضد الشيطان الكبير في الشرق الأوسط (نظام الملالي)، وربما لا تقوم حرب ضد هذه الدولة المارقة، إلا أن الواضح في الأمر أن العالم بدأ جديا بالتفكير في وضع حد لهذه السياسات العدوانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة. من يرى الحشود الأمريكية يدرك أن ثمة إرادة سياسية وعسكرية لردع إيران ووقفها عند حدها، حتى المناخ الإقليمي والدولي والمواقف الدولية تصب في هذا الاتجاه، ليس بهدف الحرب بذاتها بل لأنها وسيلة لوضع نهاية للشيطان الذي لم يعد يرتدع من كل التحذيرات. بكل تأكيد لا أحد يريد الحرب في المنطقة، وبالتحديد السعودية والإمارات، وهذا بات موقفا رسميا للدولتين في كل مناسبة، ذلك أن الحرب وتداعياتها لن تفيد أحدا وربما تذهب الأمور إلى أماكن أبعد من ذلك، إلا أن الحرب والتحضير لها كأداة ردع لإيران قد يكون مفيدا، ولكن يجب أن تكون هناك إرادة دولية لوقف الفوضى الإيرانية في المنطقة، ومن هنا يمكن قراءة الموقف الأمريكي الواضح والحاسم في تأديب نظام الملالي، إذ إن الأمور بلغت حد الذروة في التحريض على الفوضى من خلال المليشيات المنتشرة في كل مكان، التي كانت آخر أعمالها الاعتداء على منشآت اقتصادية في الرياض، إذ سيرت مليشيا الحوثي طائرات من دون طيار لضرب المنشآت الاقتصادية السعودية بإيعاز من إيران، وليس بعيدا أيضا أن تكون هي المسؤولة عن تخريب السفن الإماراتية، أما الوضع في العراق وسورية فلا يحتاج لأي دليل لإثبات قدرة طهران ورغبتها على نشر الفوضى وحمامات الدم. تشير الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام الأمريكية إلى أن إدارة الرئيس ترمب جهزت حججها لشن حرب على إيران، بدعوى أنها تشكل تهديدا إرهابيا للولايات المتحدة. ويأتي هذا الحديث في الإعلام الأمريكي بينما أكد مسؤول بارز سعي واشنطن لخفض التصعيد مع طهران، في حين قال وزير خارجية الملالي جواد ظريف إن بلاده لن تدخل في مواجهة عسكرية مع الولاياتالمتحدة، لأنها لا تريد الحرب مع أي جهة ولا تسعى لها. وكشف موقع «إن بي سي» الأمريكي عن محللين أن كلمات المسؤولين الأمريكيين وتصرفاتهم توحي بأنهم قد يتحايلون على مسألة الرجوع للكونغرس في قرار شن الحرب على إيران بالتذرع بقرار استثنائي أصدره الكونغرس بعد هجمات سبتمبر 2001 وأتاح للرئيس حينها استخدام القوة. فالمعطيات السياسية الأمريكية تؤكد رغبة الإدارة في ضرب رأس الشر، لوضع حد لحقبة من الفوضى والعربدة السياسية على مدار عقود من الزمن، وحتى دول المنطقة ضاقت ذرعا بالسياسة الإيرانية، باستثناء بعض الأذرع في المنطقة التي ما زالت ترى في إيران دولة جارة. وسواء بدأت حرب أم لا، فإن الرسالة إلى نظام الملالي وصلت، وهي أن للصبر حدودا على كل الحماقات الإيرانية ولا بد من إعادة توزيع الأدوار في المنطقة وتحجيم هذا النفوذ الخبيث.