أعاد حوار تلفزيوني، بث أخيرا، مع ما يسمى رئيس المجلس العسكري لتنظيم القاعدة الإرهابي في السعودية سابقا علي عبدالرحمن سعيد الفقعسي، ذكرياته كأول من سلم نفسه طواعية من المطلوبين أمنيا في قائمة ال19 المعلنة في 6/3/1424. وأعلن الفقعسي الذي يقضي حكما بالسجن 45 سنة في سجن الحائر، كونه من أبرز المطلوبين على لوائح الإرهاب، لمحاوره الزميل الإعلامي عبدالله المديفر في برنامج «الليوان» على قناة روتانا خليجية، أن اليوم غير الأمس، وأنه اكتشف أن الدين أبسط بكثير مما نتخيل. وأقر بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يقود إصلاحات حقيقية للعودة لبساطة الدين، مشيرا إلى أنه لو قامت هذه الإصلاحات منذ 20 عاما لما كان اليوم في السجن. وأوضح أنه كان من الشباب المتأثرين بفتاوى التعبئة الجهادية في صراع الشيشان، ولم يكن عمره يزيد على 24 سنة، لافتا إلى تأثره بأخيه العائد من أفغانستان، ليغادر إلى تركيا وصولا إلى هناك عام 1998، ليلحق بأخيه. وعن لقائه الأول مع بن لادن، بين الفقعسي أن ذلك كان حينما أبلغوهم في المعهد العلمي للقاعدة في أفغانستان عن دعوتهم لمأدبة غداء كبيرة، وفوجئوا بوجود بن لادن الذي استقبلهم باحتفاء خاص وسألهم عن السعودية، وطرح عليهم مشروع القاعدة، مشيرا إلى أن بن لادن كان يهدف لتكوين دولة إسلامية، تنطلق من اليمن وتمر ببلاد الحرمين، وتتوسع منهما بلا حدود. وعن خروجهم من أفغانستان، قال إنهم خرجوا هاربين، وإنه شخصيا خرج بعد خلاف مع القاعدة، غير أن العمل ظل مفتوحا، وأنه انتقل من أفغانستان إلى سورية ومنها إلى السعودية، إذ كُلف من خالد شيخ محمد بتكوين خلية تهدف إلى عمليات الاختطاف والقتل لأمريكا، مشيرا إلى أن محاربة أمريكا لم تكن هدفا إستراتيجيا بل هي تكتيكي لاستقطاب وتوحيد الجماعات الجهادية تحت لواء القاعدة. وبين المسؤول العسكري السابق لتنظيم القاعدة أنهم كانوا يرسلون لأسامة بن لادن نحو مليون ريال شهريا، كان يحملها له معتمرون باكستانيون، وأن يوسف العييري كان المسؤول المالي والإعلامي للقاعدة في المملكة. وعن العلاقة بين أسامة بن لادن وقناة الجزيرة القطرية، أفاد أنه كان هناك تقاطع أهداف «فكلاهما كان يريد زعزعة أمن الدول العربية، وأن السعودية كانت المستهدف رقم واحد». ولفت الفقعسي إلى لقائه الهالكيْن يوسف العييري وخالد علي حاج وغيرهما، وقال: «كنت أرى أنا والعييري بأن لا نقيم العملية هنا فكتبنا لبن لادن أن العمليات لا تصلح هنا لأن السعودية عمق إستراتيجي وقد نتضرر لو وقفت ضدنا، وذلك بعد أن رشحت رئيسا للمجلس العسكري للتنظيم، وكان أول قرارات المجلس العسكري إيقاف العمل الداخلي، وعندما علم بن لادن بالمجلس أمر بحله وأمر بعدم استخدام المقرن، وأمرني بالعمل في خليتي فقط، فهو يريد أن نقيم عمليات داخلية فأكد لنا إذا وجد هدف صليبي مثخن ننفذه».