ويعود تاريخ القلعة أو القصبة التي تشكل العنصر الأبرز في الموقع، إلى الفترة الممتدة من 500 قبل الميلاد إلى منتصف الألف الأول الميلادي، وهي فترة الاستيطان الرئيسية للموقع. والقلعة أو القصبة هي عبارة عن مدينة متكاملة مستطيلة الشكل، يحيط بها سور بطول 235 متراً، ويمثل نظام التحصين للقلعة الذي كان معمولاً به في مدن جنوب الجزيرة العربية، نظاما دفاعيا قويا، يحمي المدينة وسكانها من الهجمات الخارجية. مشاريع السياحة وتعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على تنفيذ الكثير من المشاريع، شملت إجراء حفريات داخل القلعة أسفرت عن اكتشاف مسجد شمال شرقي القلعة، يعد الأقدم في المنطقة حتى الآن، حيث يعود تاريخه إلى القرن الأول الهجري، ولا تزال أعمال الحفر والتنقيب الأثري مستمرة في الموقع. وكشفت أعمال المسح الأثري للنقوش في هذه المنطقة رسومات مهمة احتوت على نقوش صخرية متعددة ومتنوعة، يمتد تاريخها من 700 ق.م إلى 1000 ق.م، وتم التوصل من خلالها إلى معلومات مهمة عن حياة الإنسان في تلك الفترة. ومنذ أن بدأ التنقيب في منطقة الأخدود الأثرية تم اكتشاف عدد من الأثريات والأواني الفخارية، وأدوات الزينة والعملات، وتشير شواهد القبور التي تخص المنطقة الإسلامية، إلى احتواء المدينة الأثرية على منطقة إسلامية، فيها جزء من القبور الإسلامية المدوّن عليها اسم صاحبها وتاريخ وفاته، وتم اكتشاف عدد من المدافن في الأجزاء الأخرى من المدينة والتي تعود إلى ما قبل الميلاد. وتقول الشواهد إن الجزء الجنوبي والجزء الشمالي من المدينة، يبدو من خلال الحفريات وعمليات التنقيب، أنهما سكن ما بعد الإسلام، واستُخدِم الجزء الجنوبي منه مقابر إسلامية، ولم يتم العثور في بقية الأخدود على أي أثر إسلامي يدل على استخدامه من قبلهم سكنا أو مأوى. أبرز المعالم الأثرية وأوضح مدير عام فرع هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة نجران صالح آل مريح أن موقع الأخدود يعد أبرز المعالم الأثرية، ليس على مستوى المنطقة فقط بل على مستوى الجزيرة العربية، لأنه يروي قصة من أعظم القصص التي حدثت في التاريخ. وأوضح أنه تم تسوير الموقع ووضع جلسات داخلية، إضافة إلى ممشى، كما يتم إجراء أعمال بحثية مستمرة كانت ولا زالت نتائجها مبهرة. وأشار إلى أن أسرار مدينة الأخدود الأثرية تحتاج إلى فترة طويلة لمعرفتها. وبين أنه بعدما تم التنقيب في «الأخدود» عام 1997، اكتشفت العديد من الآثار الإسلامية، والعديد من المدافن التي تعود إلى ما قبل الميلاد. وأوضح أن الأخدود عبارة عن مبانٍ مُتهدمة باق منها الأساسات والجدران، وبعض القطع الحجرية الضخمة كالرحى ومنطقة السوق التجارية، إضافة إلى بعض الكتابات والنقوش على الصخر بالخط المسند الذي كان يستخدمه عرب الجنوب، وينتشر في المدينة الفخار الذي كان الأداة المستخدمة في ذلك الوقت. متحف تاريخي حي وتعد نجران، بما سجله التاريخ فيها، متحفا تاريخيا حيا، خصوصا بعد اكتشاف آثار متعددة، حيث تشتمل على نقوش وكتابات بالخط المسند، وهو الخط الذي استخدمته دولة "حمير" بين (115 قبل الميلاد و14 ميلادية)، ونقوش هيروغليفية ومصرية قديمة، إضافة إلى نقوش كوفية يعود تاريخها للعصور الإسلامية الأولى، وربما الأهم من ذلك، هو العثور على رسوم لبعض الحيوانات من خيول وجمال ونعام وظباء، إلى جانب مصنوعات يدوية مهمة، تثبت وجود العنصر البشري في المنطقة خلال العصر الحجري. وأظهرت الاكتشافات الأثرية الأخيرة أن المنطقة شهدت قيام حضارات يعود بعضها إلى العصر الحجري، وعثر الباحثون فيها على آثار حضارة إنسانية تعود إلى أكثر من مليون سنة، وتم اكتشاف آثار لبحيرات قديمة تدل على أن تلك المنطقة الواقعة في أحضان الربع الخالي، كانت لها أهمية تاريخية كبيرة، ما جعلها نقطة ارتكاز في صراع الممالك العربية القديمة الراغبة في السيطرة على تلك الواحات الخضراء. رغم أن مدينة «الأخدود» الأثرية قريبة من الشريط الحدودي، إلا أنها تستقبل يومياً الزوار من مختلف مناطق المملكة، ووفودا أجنبية من مختلف دول العالم، لتؤكد أن نجران بكل ما فيها تعيش في أمن وأمان واطمئنان، بفضل الانتصارات التي يحققها أبطال الحدود. و«الأخدود» قرية أثرية تاريخية، يعود تاريخها إلى ما قبل 2020 عاماً، تتناثر العظام في أرجائها والرسوم القديمة بنقوشها المختلفة، كاليد البشرية، والحصان، والجمل والأفاعي المنحوتة على الصخور، والأحجار الكبيرة، والرحى العملاقة وبقايا المسجد أحد أبرز تلك الآثار. وتقع الأخدود جنوب غرب نجران، تنتظر زوارها لتحكي لهم قصص من عاشوا فيها قبل 2020 عاماً، حيث يعد موقعها نموذجاً للمدن المميزة لحضارة جنوب الجزيرة العربية، وهو الموقع الذي كانت تقام عليه مدينة نجران القديمة التي ورد ذكرها في نقوش جنوب الجزيرة العربية باسم (ن ج ر ن).