احتفل الفلسطينيون مساء أمس الأول باختيار القدس عاصمة للثقافة الإسلامية بعرض موسيقي شارك فيه نحو 60 موسيقيا وفنانا من مختلف أنحاء العالم وسط أطلال قصر الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك في مدينة أريحا بالضفة الغربية المحتلة. واختار الفلسطينيون الإعلان عن انطلاق الفعاليات من مدينة أريحا بسبب سيطرة إسرائيل على القدس. وقال وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو خلال مشاركته في حفل الإعلان عن القدس عاصمة للثقافة الإسلامية «عندما نطلق هذه الفعالية من هنا (قصر هشام بن عبدالملك في أريحا) نريد أن نقول إن الاحتلال يعيق الوصول إلى القدس بإجراءاته المختلفة واضطهاده لشعبنا ومؤسساتنا الثقافية المختلفة». واستخدم القائمون على الاحتفال العديد من تقنيات الصوت والإضاءة والعزف والغناء والرواية في سرد العديد من القصص عن تاريخ المدينة المقدسة وعلاقتها بالدول الإسلامية عبر التاريخ. واستحضر القائمون على الحفل كلمات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش من خلال بث صوته وهو يقرأ مقاطع من قصيدته «في القدس» مع كتابة بالضوء على شاشة وضعت في ساحة الحفل للبيت الأول من القصيدة وهو «في القدس، أعني داخل السور القديم». وتقمص الفنان عامر حليحل شخصية ابن بطوطة في تقديم شرح عن المدينة والحضارات التي مرت عليها وتقديمه للفقرات الفنية التي قسمت ل11 فقرة لفرق فنية من أوروبا وأفريقيا وآسيا الوسطى والهند، إضافة إلى الأراضي الفلسطينية. واختار الرئيس الفلسطيني محمود عباس الموجود في رام الله أن يبعث رسالة مسجلة إلى الاحتفال بُثت عبر شاشة كبيرة. وقال عباس في كلمته «إنكم اليوم، أيها الإخوة والأخوات، وأنتم تطلقون فعاليات (القدس عاصمة الثقافة الإسلامية) لتؤكدون أن القدس لن تكون وحدها، وأن الشعب الفلسطيني المرابط لن يبقى وحده في مواجهة الاستعمار والاحتلال». وقال يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في كلمة مسجلة بثت خلال الحفل إن هذا الإعلان «رسالة رمزية بكل تأكيد للمسلمين وغير المسلمين على هذه المكانة العظيمة للقدس الشريف في الثقافة». وأضاف «وأنا أرجو وأتمنى للجميع أن يستفيد من هذه المناسبة في إبراز الوجه الثقافي للقدس ورمزيته في وجدان العالم الإسلامي في فعاليات ومناسبات ثقافية وغير ثقافية».