أكد النائب الأول لرئيس الجمهورية وزير الدفاع السوداني، الفريق أول ركن عوض بن عوف، أن القوات المسلحة لن تفرط في أمن البلاد ووحدته وقيادته، مبينا أن كل السودان بأبنائه ومقدراته أمانة في عنق القوات المسلحة، وأن التاريخ لن يغفر لقادتها إذا فرطوا في أمنه. وقال لدى مخاطبته قادة القوات المسلحة برتبة الفريق واللواء أمس، بوزارة الدفاع، إن «هناك جهات تحاول استغلال الأوضاع الراهنة لإحداث شرخ في القوات المسلحة والفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية بالبلاد، ولن يتم السماح بذلك مهما كلف من عنت وضيق وتضحيات». وبين أن القوات المسلحة تقدر أسباب الاحتجاجات، وهي ليست ضد تطلعات وطموحات وأماني المواطنين، ولكنها لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى ولن تتسامح مع أي مظهر من مظاهر التفلت الأمني. من ناحية أخرى، نفى وزير الإعلام والاتصالات الناطق الرسمي باسم الحكومة حسن إسماعيل، معلومات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية، قالت فيها إن الرئيس عمر البشير بات أقرب لتسليم السلطة للجيش. وقال: «هذه المعلومات عارية عن الصحة تماما؛ ولم تتم مناقشة مثل هذا الموضوع أصلا، وإن مثل هذه المزاعم هدفه إثارة البلبلة وسط المواطنين». وبين أن البشير سيلتقي ممثلي لجنة تنسيقية الحوار للاتفاق على الجداول الزمنية وأجندة ملتقى الحوار. من جانبها، طالبت القوى السياسية الموقعة على إعلان الحرية والتغيير وتجمع المهنيين السودانيين، من الجيش السوداني، الانحياز لإرادة الشعب، ودعم مطالبه في التغيير والانتقال إلى حكم مدني ديموقراطي، وسحب يدها عن الحكومة الحالية، واصفا إياها -وفق البيان- بأنها فقدت أي مشروعية، وقطع الطريق أمام ما سماها محاولاته لجر البلاد للعنف أو للالتفاف على مطالب الثورة وإعادة إنتاج نفسه. وجدد في أول بيان شفوي في محفل جماهيري تلاه على مسامع الحشود المعتصمة أمام قيادة القوات المسلحة، رئيس حزب المؤتمر المعارض عمر الدقير، أن خارطة الطريق للمرحلة القادمة تتم عبر التواصل المباشر بين قيادة القوات المسلحة وقوى إعلان الحرية لتيسير عملية الانتقال السلمي للسلطة لحكومة مدنية انتقالية متوافق عليها شعبياً ومعبرة عن قوى الثورة، لافتا إلى تكوين مجلس منه ومن قوى الثورة التي تدعم الإعلان، يتولى مهام الاتصال السياسي مع القوات النظامية والقوى الفاعلة محلياً ودولياً من أجل إكمال عملية الانتقال السياسي وتسليم السلطة. وجدد بيان القوى مطالبة الرئيس عمر البشير وحكومته بالتنحي فورا دون قيدٍ أو شرط، وتسليم السلطة لحكومة انتقالية، ودعت المجتمع الإقليمي والدولي لدعم مطالب ثورة الشعب السوداني، وقالت «رغبتنا الجادة في بناء علاقات متوازنة تقوم على احترام أسس الجوار وتعمل على التعاون المشترك من أجل مصلحة الشعوب وسلامها واستقرارها وازدهارها». وكان فصيل من الجيش السوداني تدخل فجر أمس (الإثنين) للمرة الثانية لحماية آلاف المعتصمين ممن قضوا ليلتهم الثانية أمام بوابة قيادة الجيش ووزارة الدفاع، وتصدى لمحاولات شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن تفريقهم بالقوة من خلال القنابل المسيلة للدموع.