حذر استشاري طب وجراحة العيون الدكتور ياسر عطية المزروعي من إهمال الكشف الدوري على العينين وخصوصا كبار السن. وأوضح في تصريح ل «عكاظ» بمناسبة الأسبوع العالمي للجلوكوما أن كثيرا من مرضى العيون يعتقدون أن الشبه كبير بين المياه البيضاء أو ما يعرف ب «الساد» والمياه الزرقاء التي تعرف بالجلوكوما، ولكن الحقيقة التي يجهلها البعض أن مرض الجلوكوما أخطر لأنه «سارق للبصر»، فالماء الأزرق حالة مرضية تصيب العين وتؤدي إلى تلف تدريجي للعصب البصري الناقل للرسائل البصرية للدماغ، وعندما يزيد الضغط في العين على معدله الطبيعي، تتأثر جميع أنسجة العين الداخلية بهذا الارتفاع في الضغط، وكذلك عروق العصب البصري الدموية وبعض طبقات الشبكية، كما يحصل تدريجيا تلف في أنسجة العصب البصري، وللأسف فإن هذا التلف غير قابل للعلاج حتى ولو أمكن التحكم في معدل الضغط بعد ذلك، وهنا تأتي أهمية التشخيص المبكر والاهتمام باستعمال العلاج باستمرار حتى لا يرتفع الضغط عن معدله الطبيعي ويبقى العصب البصري في حالة جيدة. ولفت إلى أن هناك 3 أنواع للماء الأزرق؛ الأول المزمن ويعتبر أكثر أنواع هذا المرض شيوعا، وينتج عن ضيق في قنوات العين الداخلية بشكل تدريجي، والثاني الماء الأزرق الحاد وهو أقل شيوعا من الماء الأزرق المزمن وعادة يصيب الأشخاص الذين تكون زاوية العين الأمامية ضيقة، وهذا النوع أكثر لدى المصابين ببعد النظر، والثالث الماء الأزرق الخلقي، وقد يولد الطفل مصابا به، أو تحدث الإصابة في السنوات أو الشهور الأولى من عمره ويمكن توارثه عن أحد الأبوين أو كليهما. وحول العلاج أفاد المزروعي «العلاج يكون وفقا للتشخيص من خلال استعمال الأدوية كقطرات العين مرات عدة في اليوم لخفض ضغط العين، إما من خلال إنقاص إفراز السائل المائي داخل العين أو من خلال تحسين أداء زاوية التصريف، وهناك العلاج بأشعة الليزر التي تكون فعالة في مختلف أنواع الجلوكوما، أما الجراحة فتعتبر العلاج الأفضل في معظم حالات الجلوكوما الحادة والجلوكوما الخلقية التي لا تبدي استجابة ملموسة للعلاج بالأدوية، فعند ظهور الحاجة للجراحة للسيطرة على الجلوكوما فإن طبيب العيون يستعمل أدوات دقيقة لعمل قناة تصريف جديدة لكي ينساب منها السائل المائي ما يساعد على خفض ضغط العين».