أكثر من 70 مليون شخص من مختلف دول العالم فقدوا البصر في كلتا العينين نتيجة إصابتهم بأمراض الجلوكوما «الماء الأزرق»، إذ لا يلحظ المصاب في بداية إصابته بالمرض حدوث أي أعراض حتى يفقد الرؤية بشكل كامل، لذا أطلق البعض على مرض الجلوكوما «لص البصر المتخفي». وبحسب منظمة الصحة العالمية يعتبر مرض الجلوكوما»الماء الأزرق» السبب الرئيسي الثاني للعمى في العالم، ويمكن من خلال الفحص الشامل للعين الكشف المبكر عن المرض والعلاج. د. أحمد الأشقر حيث ذكر الدكتور أحمد الأشقر استشاري أمراض العيون في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام: أن الجلوكوما أو ما يعرف بالماء الأزرق، مرض يصيب العين ويتسبب بموت الخلايا العصبية للشبكية، مما يؤدي إلى تلف العصب البصري وظهور عتمات في الساحة البصرية، تتلاحم فيما بينها وتؤدي إلى العمى الكامل. وأضاف: بالرغم من أن ارتفاع ضغط العين من أهم آليات هذا المرض، إلا أن هناك حالات أخرى لا تترافق مع ارتفاع ضغط العين، كذلك هناك حالات يكون فيها الضغط أعلى من المعدل الطبيعي ولا تترافق مع تلف العصب البصري، ويعتبر تخفيض ضغط العين الوسيلة الوحيدة التي يمكننا من خلالها معالجة هذا المرض في الوقت الحاضر، مشيراً إلى أن هناك دراسات حديثة تعمل على معالجة العصب البصري مباشرة. لمحة تشريحية للعين وأوضح أن مقلة العين تنقسم إلى ثلاثة أقسام: البيت الأمامي، البيت الخلفي، وحجرة الجسم الزجاجي، وتفرز العين سوائل داخلية «السائل المائي» في البيت الخلفي لتغذية العدسة والقرنية، وتخرج من العين من خلال مصفاة موجودة في زاوية البيت الأمامي للعين، ويرتفع ضغط العين بشكل تدريجي إذا انسدت ثقوب المصفاة تدريجيا، كما يرتفع بشكل حاد إذا حدث الإغلاق لزاوية البيت الأمامي بشكل مفاجئ. أنواع الجلوكوما ( الماء الأزرق) وقسّم الدكتور أحمد مرض الجلوكوما « الماء الأزرق» إلى عدة أقسام، منها: 1- زرق الزاوية المفتوحة المزمن: وهو الأكثر شيوعا، وتبدأ الإصابة به بعد سن الأربعين، ولا تظهر أعراض المرض إلا متأخرة بعد فقد المريض لجزء كبير من النظر. 2- زرق الزاوية المغلقة الحاد: ويصيب بعض الناس الذين تكون زاوية أعينهم ضيقة أو مصابين ببعد النظر، وعادة ما تسبب الأعراض آلاما حادة مع إحمرار في العين وغشاوة النظر مما يتطلب علاجات إسعافية. 3- زرق الزاوية المغلقة المزمنة: ويظهر في الأشخاص من أصل إفريقي أو آسيوي ويحدث انسداد زاوية العين بشكل تدريجي وبدون ألم. 4- الزرق الخلقي: وهو ما يولد الطفل مصابا به، أو قد يصيبه خلال السنوات الأولى من عمره، وغالبا ما يكون نتيجة عامل وراثي. 5- الزرق الثانوي: وهو ارتفاع الضغط داخل العين بسبب أمراض أصابت العين منها: التهابات القزحية المتكررة، نضوج الماء الأبيض Cataract، اعتلال الشبكية السكري أو الوعائي أو استعمال الكورتيزون من دون إشراف اختصاصي العيون. 6- ارتفاع ضغط العين Ocular Hypertension بدون إصابة الخلايا الشبكية العصبية أو العصب البصري. المعرضون للإصابة بالماء الأزرق وأشار الدكتور أحمد الأشقر إلى: أن مرض الجلوكوما « الماء الأزرق» يصيب من هم فوق سن الأربعين، أو من يرجعون إلى أصل إفريقي، أو الأشخاص الذين لديهم تاريخ لهذا المرض في العائلة. الوقاية خير من العلاج وأكد: أن من أهم الأمور للوقاية من مرض «الماء الأزرق» إجراء فحص دوري لكل الأشخاص فوق الأربعين كل خمس سنوات، أما الأشخاص المعرضين للإصابة أكثر من غيرهم بسبب العرق أو التاريخ العائلي، أو الوراثة، أو الأشخاص المصابين ببعد النظر فيجب أن يتم فحصهم في فترات زمنية متقاربة يقررها طبيب العيون. علاج الماء الأزرق وذكر الدكتور أحمد: أن التلف في خلايا الشبكية العصبية والعصب البصري الناتج عن مرض الزرق، هو تلف نهائي لا يمكن علاجه، لذلك فإن كل العلاجات المتوفرة في الوقت الحاضر تهدف إلى المحافظة على ما تبقى من نظر، حيث تتم متابعة العلاج بفحص ضغط وقاع العين، وتخطيط الساحة البصرية بشكل دوري من قبل اختصاصي العيون، وهناك أنواع من المعالجات: * المعالجة الدوائية يمكن السيطرة على « الماء الأزرق» باستعمال قطرات العين عدة مرات في اليوم مع بعض الأقراص يوميا، للمساعدة على خفض ضغط العين وهي الاختيار الأول في معالجة حالات زرق الزاوية المفتوحة المزمنة. * العلاج بالليزر ويستعمل العلاج بالليزر في مختلف أنواع الزرق وهو خط العلاج الأول في زرق الزاوية المغلقة الحادة. * العلاج بالجراحة ويعتبر الخيار الأول في علاج زرق الزاوية المغلقة المزمن والزرق الخلقي، كذلك في حالات زرق الزاوية المفتوحة في حال عدم استجابتها للعلاج الدوائي. في الختام شدد الدكتور أحمد الأشقر على أن علاج الجلوكوما» الماء الأزرق»، يتطلب فعلياً فريقا متكاملا مكونا من الطبيب والمريض والأسرة أحيانا، حتى يعرف المريض من خلالهم أن الهدف من العلاج الحفاظ على ما تبقى من النظر.