الماء الأزرق أو كما يعرف بالجلوكوما مرض يصيب العين نتيجة ارتفاع ضغطها فوق المعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 10- 21ملم زئبقي، حيث يؤدي ذلك إلى تلف وضمور العصب البصري الذي ينقل الصور التي نراها إلى المخ والذي يحتوي على عدد كبير من الألياف يؤدي تلفها إلى تكوّن بقع عمياء داخل الشبكية وبالتالي فقدان النظر الجانبي تدريجياً في المراحل الأولى ثم فقدان النظر كاملاً في المراحل المتقدمة. من المعروف أن هناك إفرازاً مستمراً لسائل يُدعى السائل المائي داخل كرة العين ليحافظ على الشكل الكروي لها، وهذا السائل يمر بدورة من الإفراز (عن طريق الجسم الهدبي) والتصريف من خلال قنوات تصريف دقيقة توجد بما يسمى زاوية العين بين القزحية والقرنية بحيث يبقى معدل ضغط العين ضمن الحدود الطبيعية. إن عدم التوازن بين كمية الإفراز وكمية التصريف أي عندما يكون الإفراز أكثر من التصريف بسبب ضيق قنوات التصريف يؤدي إلى تجمع السائل المائي داخل العين وبالتالي ارتفاع معدل الضغط داخل كرة العين والضغط على العصب البصري والشبكية ومن ثم حدوث تلف تدريجي لعصب العين. وهناك عدة أسباب تؤدي إلى ضيق قنوات التصريف أو ارتفاع ضغط العين منها عيوب خلقية "الماء الأزرق الخلقي" وهو النوع الذي يصيب المواليد الجدد، و هناك إصابات (حوادث) العين .الاستعمال المزمن للأدوية المحتوية على الكورتيزون، وكذلك بعض أمراض العيون مثل أورام العين والتهابات داخل العين مثل التهاب القزحية المتكرر والمزمن ونضوج الساد (الماء الأبيض) والمراحل المتقدمة لمرض اعتلال الشبكية الناتج عن داء السكري، وقد تحدث الجلوكوما بدون أسباب معروفة. تختلف أعراض الماء الأزرق حسب نوع المرض حيث توجد عدة أنواع يتم تصنيفها على حسب مقاس زاوية التصريف وهي الجلوكوما (الماء الأزرق) الخلقية: وهي تحدث للأطفال حديثي الولادة أو بعد عدة أشهر من الولادة وتشمل الأعراض كبر حجم العين بشكل غير طبيعي، كبر حجم سواد العين، قد يُصاحب بفقدان شفافية العين وتحولها إلى اللون الأبيض، انخفاض تدريجي في النظر نتيجة ضمور العصب البصري. جلوكوما الزاوية المفتوحة المزمنة وهو النوع الأكثر انتشاراً (حوالي 90% من المرضى) وخطورته أنه يكون عادة بدون أعراض حتى المراحل المتقدمة وتشمل الأعراض نقص تدريجي خفيف في الرؤية من الجوانب الأربعة (اليمين أو اليسار أو الأعلى أو الأسفل) بدون أعراض أخرى ينتهي بتدهور شديد في النظر المركزي غير مصحوب بأي آلام، ارتفاع في ضغط العين عن المعدل الطبيعي أي أكثر من 21ملم زئبقي. جلوكوما الزاوية المغلقة الحادة وهي أقل شيوعاً وتحدث عندما تلتصق القزحية بالقرنية أو بالعدسة مما يؤدي إلى انسداد زاوية التصريف وتشمل الأعراض رؤية غير واضحة، ألم شديد، احمرار شديد، صداع في الرأس، رؤية هالات (خيالات ضوئية) أو ألوان قوس قزح حول مصادر الضوء، قد يُصاحب بالغثيان والرغبة في التقيوء. الجلوكوما الثانوية: وهي تحدث نتيجة إلى الأسباب المذكورة سابقاً وتختلف أعراضها من حالة إلى أخرى قد تجمع بين مجموعة من الأعراض السابقة أو جميعها. *عيادة طب العيون