هو مرض يصيب العين نتيجة ارتفاع ضغطها فوق المعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 01 - 12 ملم زئبقي مما يؤدي إلى تلف وضمور العصب البصري الذي ينقل الصور التي نراها إلى المخ والذي يحتوي على عدد كبير من الألياف، ويؤدي تلف هذه الألياف إلى تكوّن بقع عمياء داخل الشبكية وبالتالي فقدان النظر الجانبي تدريجياً في المراحل الأولى ثم فقدان النظر كاملاً في المراحل المتقدمة. هناك إفراز مستمر لسائل يُدعى السائل المائي داخل كرة العين ليحافظ على الشكل الكروي لها، وهذا السائل يمر بدورة من الإفراز (عن طريق الجسم الهدبي) والتصريف من خلال قنوات تصريف دقيقة توجد فيما يُسمى زاوية العين بين القزحية والقرنية بحيث يبقى معدل ضغط العين ضمن الحدود الطبيعية، وعدم التوازن بين كمية الإفراز وكمية التصريف - أي عندما يكون الإفراز أكثر من التصريف بسبب ضيق قنوات التصريف - يؤدي إلى تجمع السائل المائي داخل العين وبالتالي ارتفاع معدل الضغط داخل كرة العين والضغط على العصب البصري والشبكية ومن ثم حدوث تلف تدريجي لعصب العين. وهناك عدة أسباب تؤدي إلى ضيق قنوات التصريف أو ارتفاع ضغط العين منها: عيوب خلقية (الماء الأزرق الخلقي) وهو النوع الذي يصيب المواليد الجدد، وإصابات أو حوادث العين، والاستعمال المزمن للأدوية المحتوية على الكورتيزون، وبعض أمراض العيون مثل أورام العين والتهابات داخل العين مثل التهاب القزحية المتكرر والمزمن والماء الأبيض والمراحل المتقدمة لمرض اعتلال الشبكية الناتج عن داء السكري، وقد تحدث الجلوكوما بدون أسباب. وتختلف أعراض الماء الأزرق حسب نوع المرض حيث توجد عدة أنواع يتم تصنيفها على حسب مقاس زاوية التصريف وهي: الجلوكوما الخلقية وتحدث للأطفال حديثي الولادة أو بعد عدة أشهر من الولادة وتشمل الأعراض: كبر حجم العين بشكل غير طبيعي، كبر حجم سواد العين قد يُصاحَب بفقدان شفافية العين وتحولها إلى اللون الأبيض، وانخفاض تدريجي في النظر نتيجة ضمور العصب البصري. جلوكوما الزاوية المفتوحة المزمنة وهي الأكثر انتشاراً (حوالي 09٪ من الحالات) وخطورتها أنها تتكون عادة بدون أعراض حتى المراحل المتقدمة، وتشمل أعراضها نقصا تدريجيا خفيفا في الرؤية من الجوانب الأربعة (اليمين أو اليسار أو الأعلى أو الأسفل) بدون أعراض أخرى ينتهي بتدهور شديد في النظر المركزي غير مصحوب بأي آلام، وارتفاع في ضغط العين عن المعدل الطبيعي أي أكثر من 12 ملم زئبقي. جلوكوما الزاوية المغلقة الحادة وهي أقل شيوعاً وتحدث عندما تلتصق القزحية بالقرنية أو بالعدسة مما يؤدي إلى انسداد زاوية التصريف، وتشمل الأعراض رؤية غير واضحة، ألم شديد، احمرار شديد، صداع في الرأس، رؤية هالات (خيالات ضوئية) أو ألوان قوس المطر حول مصادر الضوء، قد يُصاحب بالغثيان والرغبة في التقيؤ. الجلوكوما الثانوية وهي تحدث نتيجة للأسباب المذكورة سابقاً وتختلف أعراضها من حالة لأخرى قد تجمع بين مجموعة من الأعراض السابقة أو جميعها. ويعتبر التشخيص والعلاج المبكران للجلوكوما العاملين الرئيسيين للوقاية من الإصابة بالعمى ويتم التشخيص بالتركيز على ثلاثة أمور هي: قياس ضغط العين، عمل فحص للعصب البصري، وإجراء اختبار للمجال البصري. ويركز العلاج على تخفيض ضغط العين إلى معدلات مقبولة وبالتالي منع تلف العصب البصري وأنسجته، ويشتمل العلاج على العلاج بالأدوية سواء القطرات أو الحبوب والتي تعمل على زيادة تصريف السائل المائي أو على خفض إنتاجه، وفي معظم الحالات تكون القطرات كافية ومفيدة إذا التزم المريض التزاماً جيداً بتعليمات الطبيب المعالج، والعلاج بالليزر وذلك إذا كان العلاج بالقطرات غير قادر على تخفيض ضغط العين، وقد يرى الطبيب المعالج أن هناك حاجة لإجراء عملية جراحية لعمل قنوات لتصريف السائل المائي وتعتبر الأفضل لجلوكوما الزاوية المغلقة الحادة والجلوكوما الخلقية، وقد يرى استخدام الكي أو التبريد للجسم الهدبي وهو الجزء المسؤول عن إفراز السائل المائي وبذلك يتم خفض ضغط العين، وقد يحتاج بعض المرضى إلى أكثر من طريقة من الطرق السابقة. ويُنصح بالفحص الدوري للعين بحيث يمكن منع الإصابة بالعمى بسبب الماء الأزرق عند البدء بالعلاج مبكراً بما فيه الكفاية للأفراد بعد سن الأربعين مع وجود حالات مرضية مشابهة في العائلة، المرضى المصابين بداء السكري، الأشخاص المصابين بقصر النظر الشديد، المرضى الذين يستخدمون القطرات المحتوية على الكورتيزون لمدة طويلة، الأشخاص ذوي البشرة الداكنة أو من أصول أفريقية. ويُنصح بعدم الزواج من الأقارب إذا كان أحدهم مصاباً بالماء الأزرق حتى لا تزيد احتمالات إصابة الأطفال بالمرض. * قسم طب وجراحة العيون