لأول مرة منذ بدأت الكتابة أكتب في شأن رياضي، ولم أكن لأفعل لولا تزايد موجة خطيرة من التعصب والتأجيج للشارع الرياضي تحت مسمى الإثارة، ولأن هذا الأمر يوشك أن يتمخض عن كارثة ربما تكون وشيكة سأقرأ لكم بعضا من تاريخ التعصب والأحداث الرياضية الناتجة عنه. قبل 35 عاما تقريبا وفي كارثة أطلق عليها واقعة هيسل نسبة للملعب التي وقعت فيه؛ كانت المباراة بين اليوفي وليفربول ذهب ضحية أحداثها 39 شخصا وأصيب 600 آخرون نتيجة للتعصب الرياضي. وفي حادثة قريبة كانت أحداثها على أرض مصر في مباراة جمعت بين ناديي الأهلي والمصري، في استاد بور سعيد، راح ضحيتها 74 قتيلاً ومئات الجرحى، وهذا في عام 2012! وفي بلادنا حماها الله هنالك موجة عنف أكاد أراها وتتخذ من الإثارة عنوانا لها كغطاء على الدافع الحقيقي وهو التعصب الرياضي؛ ونشاهد تنابز الرؤساء من المنابر الإعلامية، وكأنهم لا يعون أهمية دورهم في تهدئة الجماهير، نحن نفتقد للرؤساء الواعين بحجم المسؤولية، كما نفتقد الحزم من هيئة الرياضة تجاه هذه التصريحات اللاواعية بحجم خطرها. ختاما يا قومي إني أنا النذير العريان، أوقفوا خطاب التعصب وتأجيج البسطاء الذين لا يعرفون الفرق بين الإثارة والتعصب، وكل ما يؤمنون به أنهم في معركة معسكر الخير والشر، فهل نرى من يعلق الجرس ويبحر برياضتنا نحو بر الأمان! كلي أمل بسمو رئيس الهيئة العامة للرياضة. «»