التعصب الرياضي معضلة يعانيها العالم بأسره، خصوصاً وأنه يتسبب بين الحين والآخر في إصابات ووفيات ودمار. الأمر الذي قد يحرف الرياضة عن مسارها الترفيهي، إلى آخر شرس يحصد الأرواح. وللتعصب الرياضي ألوان وصور عدة، منها السخرية من الأندية المنافسة ومشجعيها والاستمرار في استفزازهم. وقد تشتمل تلك الاستفزازات إيحاءات «بذيئة» يتداولها العامة، وتساهم مواقع التواصل وبعض وسائل الإعلام بدورها الترويج لها. ومن ذلك، ما حدث مع نادي الهلال السعودي، الذي يُعدّ أحد أبرز الأندية السعودية المنافسة في البطولات المحلية، عندما تمكن نادي الفتح من الفوز عليه، ونشرت صحيفة محلية عنواناً اعتبرته الجماهير الهلالية «مستفِزاً». ويصل التعصب الرياضي إلى أشده عندما يقود جماهير نادي محلي إلى تشجيع نادي أجنبي ضد نادٍ محلي منافس في نهائي بطولة دولية، مثل ما حدث مع نادي الهلال السعودي عندما شجع بعض جماهير النصر نادي سيدني الاسترالي في نهائي كأس آسيا 214 أمام غريمهم التقليدي. وكان مسؤول هلالي صرح قبل بداية اللقاء أمام جماهيره بعدم السماح للنصارويين مشاركتهم المدرجات لمؤازرة الفريق، الأمر الذي أثار ضجة إعلامية كبيرة في حينها. كذلك، يمكن أن يكون التعصب الرياضي سبباً في نهاية علاقات متينة بين أصدقاء أو حتى أزواج. ومن ذلك، ما حدث في نهائي بطولة آسيا 2014، عندما تمنت سيدة أن يخسر النادي الذي يشجعه زوجها، ما دفع الزوج إلى أن يطلقها بالثلاث في حال لم يتمكن ناديه من جلب البطولة. لكن أسوأ أنواع التعصب الرياضي الذي ينتهي بإزهاق أرواح لمجرد الخسارة أو الفوز. وفي ما يأتي بعض الكوارث التي حدثت في الملاعب نتيجة التعصب، مرتبة بحسب تاريخ وقوعها: *1985... واقعة ملعب «هيسل»: حدثت الكارثة عندما قامت مجموعة كبيرة من مشجعي ليفربول بكسر السياج الفاصل بينهم وبين جماهير يوفنتوس، في ملعب «هيسل»، في بروكسل. وجرّاء الحادث، لقي 39 شخصاً حتفهم، وأصيب 600 شخص آخرين. تلك المأساة أدت إلى حظر جميع الأندية الإنكليزية من اللعب في المسابقات الأوربية من قبل «الاتحاد الأوروبي» (ويفا) (رُفع الحظر في الموسم 1990 – 1991)، وأستُبعد ليفربول سنة إضافية، وحوكم عدد من جماهيره بتهمة القتل غير المتعمد. *1989... كارثة «هيلزبره»: وقعت الكارثة إثر تدافع المشجعين، بسبب خطأ تنظيمي، في ملعب «هيلزبره»، في انكلترا، خلال مباراة كرة قدم جمعت نوتينغهام فورست وليفربول، ضمن الدور قبل النهائي من بطولة كأس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم. ونتيجة للتدافع، توفي 96 شخصاً وأصيب 760 آخرين. وتُعتبر هذه الكارثة الأعنف رياضياً في تاريخ بريطانيا. *2011... بين مصر والجزائر: بدأت الأحداث عندما اشتبك أحد لاعبي الجزائر مع النجم المصري أحمد عيد بعد انتهاء المباراة التي توج بلقبها «محاربو الصحراء»، ثم تدخل لاعبون من الفريقين. وامتلأ الملعب بأعضاء المنتخبين. وبعد هذه الأحداث، توترت الأمور بين المنتخبين، وطفت بعض من ردود الفعل من الجانبين (المصري والجزائري) على السطح. *2012... مذبحة «استاد بورسعيد»: وقعت أحداث «استاد بورسعيد» بعد مباراة كرة قدم جمعت المصري والأهلي، وراح ضحيتها 74 قتيلاً ومئات المصابين. بدأت الكارثة عندما اقتحم الآلاف من الجماهير أرضية الملعب، بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصياً من جانب فريق المصري، إثر إعلان الحكم انتهاء المباراة، واعتدوا على جماهير الأهلي. وهي أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية. وعلى خلفية تلك الأحداث، قرر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، سمير زاهر، إيقاف الدوري المحلي المصري لأجل غير مسمى. (أعلِن استئناف الدوري لاحقاً نهاية آذار (مارس) الماضي). يُشار إلى أن محكمة جنايات بورسعيد حكمت بالإعدام والسجن المؤبد على عدد من المتهمين في القضية، بينما برأت آخرين. *2015... كارثة «استاد الدفاع الجوي»: وقعت الأحداث بعد محاولة مشجعي نادي الزمالك مشاهدة المباراة التي جمعت فريقهم مع نادي إنبي، في «استاد الدفاع الجوي» بالقاهرة، من دون تذاكر دخول. وذلك لأن الداخلية المصرية سمحت بدخول 10 ألاف مشجع فقط لحضور المباراة. وبحسب «ألتراس وايت»، بادرت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز على الجماهير. وردت وزارة الداخلية في بيان أن الوفيات حدثت نتيجة التدافع بين الجماهير. وأسفر الحادث عن مقتل 22 مشجعاً من الفريقين. *2015... بين هولنداوروما: بعد مباراة ودية بين إيطالياوهولندا، خرجت جماهير هولندا غاضبة إلى شوارع روما، وافتعلوا الشغب وألحقوا أضراراً بالممتلكات العامة في العاصمة الإيطالية. وفي ما بعد، اقترحت بلدية روما تنظيم مباراة ودية بين هولنداوإيطاليا لاستخدام عائداتها في تعويض الأضرار الناجمة عن الشغب الذي افتعلته جماهير فينورد الهولندي، لكن الاتحاد الهولندي رفض الاقتراح.