رغم أنها رياضة عربية أصيلة، وتحظى بشعبية كبيرة داخل المملكة وفي مختلف البلدان العربية، إلا أن الفروسية لا تزال تواجه بعض العقبات التي تعيق انتشارها في الأوساط النسائية بالمملكة، رغم مساعي الكثيرات لممارستها واحترافها. المتابع للتطورات الرياضية التي تشهدها المملكة مؤخرا بشكل عام، ووضع الرياضات النسائية بشكل خاص، يشعر بالتفاؤل بكل تأكيد من مستقبل الفروسية النسائية السعودية خلال الفترة القادمة، لكن ذلك لا يمنع من أن نبحث وندرس الصعوبات التي تواجهها هذه الرياضة والعقبات التي تعترض الفارسات على طريق الاحتراف، حتى نتمكن من إزالة تلك العقبات سريعا ونمهد الطريق لهن لإثبات أنفسهن في الرياضة المميزة. «عكاظ» التقت عددا من الفارسات السعوديات اللاتي يسعين لاحتراف اللعبة وتوسيع دائرة المشاركة النسائية بها، لسؤالهن عن حال الفروسية النسائية حاليا وسبب تأخر انتشارها بين السعوديات ومطالبهن التي ينادين بها لدفع تلك الرياضة على طريق الانتشار وتحقيق الإنجازات. نقص أماكن التدريب كانت البداية مع الفارسة مشاعل الهويش، التي أكدت أن من أول المصاعب التي تواجه فارسات الخيل يتمثل في عدم توفر أماكن مهيئة للتدريب، من حيث المساحة وإجراءات السلامة، إضافة إلى عدم التناسب بين الحصص المتاحة قياسا على المساحة، إذ يصعب على الفارسات الانتقال إلى مراحل متقدمة في التدريب بسبب ضيق الأماكن. وتابعت أنها تقيم بالقصيم، إذ لا يوجد عدد كاف من المدربات القادرات على تعليم الفروسية، كما أنه لا يوجد سوى ناديين معتمدين فقط للفروسية، كاشفة أنها تعلمت الفروسية عن طريق الوراثة من أسرتها، وحاليا تسعى لإيجاد مكان مناسب يساعد الفتيات على التدرب واحتراف الفروسية. ضرورة تنظيم البطولات من جانبها، أبانت الفارسة نجلاء السويح أن رياضة الفروسية النسائية تحتاج إلى تنظيم بطولات وإتاحة فرص أكبر للفارسات لعرض مهاراتهن في جميع مجالات الفروسية. ولفتت نجلاء إلى أن العدد الحالي للمدربات ذوات الكفاءات غير كافٍ على الإطلاق، وهو ما يدفع بعض المدربين الرجال لمحاولة سد النقص في صفوف المدربات، مضيفة أنه لا توجد كذلك نوادٍ كافية للفروسية، إضافة إلى أن بعض النوادي تتحجج بعدم وجود أماكن كافية لتدريب الفتيات، لافتة إلى أنه حتى في النوادي التي يتاح فيها التدريب للفارسات، فإن مستوى التدريب يكن متواضعا ولا يتم بناء الأساسيات بشكل صحيح لدى الفارسة. وكشفت نجلاء أنها تعاني من مرض الربو وهو ما يعيق تقدمها في اللعبة، إذ طلب منها الأطباء التوقف عن ممارسة الفروسية في بعض الأوقات. اعتماد دورات متخصصة من جهتها، أوضحت الفارسة هيفاء الخنيزان أن رياضة الفروسية النسائية بالمملكة ينقصها تقديم الدورات المتخصصة في جميع مجالات الفروسية المختلفة، سواء مجال قفز الحواجز أو مجال العناية والبيطرة للخيل، وكذلك مجال تنظيم السباقات والفعاليات، مضيفة أنه لا يجب تحديد عدد معين للمدربات، خصوصا أنه بطبيعة الحال سيزيد عدد المدربات مع الوقت طالما كان هناك طلب على تعلم أصول الفروسية والتوسع في النوادي. وعن تطور أوضاع تعلم الفروسية في المملكة خلال الوقت الحالي، قالت هيفاء إنه في الماضي كانت نوادي الفروسية في المملكة قليلة جدا، أما الآن فقد زادت إسطبلات تعليم ركوب الخيل.