بكلمات دقيقة وقوية، عبرت السعودية عن رفضها واستنكارها للإعلان الأمريكي بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، معلنة أن محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئاً. إعلان ترمب المخالف للقواعد السياسية الأمريكية المستقرة منذ عشرات السنوات قابله العالم شرقا وغربا بالإدانة والتنديد، واعتبرته المملكة مخالفة صريحة لميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي، ليس هذا فحسب بل وذهبت خطوة أبعد من ذلك عندما حذرت من آثاره السلبية الكبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط وأمن واستقرار المنطقة، مجددة التأكيد خلال جلسة مجلس الوزراء أمس على موقفها الثابت بأن الجولان أرض عربية سورية محتلة. وإذا كان مجلس الأمن الدولي تبنى بالإجماع عام 1981 قرارا أكد فيه أن إعلان إسرائيل «فرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها في مرتفعات الجولان السورية المحتلة باطل ولاغ ولا أثر قانونيا له على الساحة الدولية»، فإن الإعلان الأمريكي، الذي يجيء بعد إعلان مماثل حول اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، من شأنه تأجيج التوتر وتعقيد الوضع في المنطقة. وإذا كان ذلك كذلك، فإنه يتعين على الإدارة الأمريكية إذا كانت جادة في تحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة أن تعيد النظر في هكذا مواقف قبل فوات الأوان، فلا يمكن أبدا أن تكون حقائق التاريخ والجغرافيا لعبة انتخابية سواء أمريكية أو إسرائيلية.