أثار إعلان الرئيس الأمريكي ترمب أن الولاياتالمتحدة ستعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، ردود فعل عربية ودولية رافضة، لأنها تمثل تحولا جذريا في سياسة واشنطن بشأن وضع الهضبة التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 وضمتها 1981 في خطوة لم تحظ باعتراف دولي. وأعرب مجلس التعاون الخليجي أمس (الجمعة) في بيان صادر عن أمينها عبداللطيف الزياني عن أسفه لتصريحات ترمب حول ضرورة الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة، وأن هذا لن يغير من «الحقيقة الثابتة» أن مرتفعات الجولان العربية هي أراض سورية احتلتها إسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من يونيو 1967. وحذر الزياني من أن تصريحات ترمب «تقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، والذي لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية التي احتلتها 1967 بما في ذلك الجولان». وأعلنت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي، أمس (الجمعة)، أن الاتحاد لا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، فيما قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية ولريكه ديمر إن الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل. وندد النظام السوري بتصريحات ترمب، وأكد عزمه على تحرير المنطقة «بكل الوسائل المتاحة». وأكدت فرنسا أمس أنها لا تعترف بضم إسرائيل لهضبة الجولان، وأن الاعتراف بها يتعارض مع القانون الدولي. وانتقدت روسيا وإيران، حليفتا دمشق، تصريحات ترمب، واعتبر الكرملين أن مثل هذه الدعوات تهدد بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط على نحو خطير، وتضر جهود التوصل إلى تسوية سلمية في المنطقة. وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن هذا الإعلان يضع المنطقة على حافة «أزمة جديدة وتوترات جديدة». وقال «لن نوافق أبدا على شرعنة احتلال مرتفعات الجولان». فيما جددت مصر التأكيد على موقفها الثابت باعتبار الجولان أرضا عربية محتلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 بشأن بطلان قرار إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها القضائيّة وإدارتها على الجولان، واعتباره لاغياً وليست له أيّة شرعيّة دولية. وأكدت الحكومة الأردنية موقفها الثابت بأن الجولان أرض سورية محتلة وفقاً لجميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن السلام الشامل والدائم يتطلب انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة وأن الجولان السوري جزء لا يتجزأ من هذه الأراضي المحتلة. فيما أكد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي رفضه لتصريح الرئيس الأمريكي، مشددا على أن الجولان السوري أرض محتلة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981 الذي أكد عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري. ولفت مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، إلى أن تصريح ترمب، يعد تحدياً لحقوق الشعب السوري في استرداد أرضه المحتلة وللشرعية الدولية التي تعتبر الجولان السوري أرضًا محتلة. من جهته، دان الأزهر تصريح الإدارة الأمريكية، مؤكداً أن جميع الإجراءات الإسرائيلية بحق الجولان باطلة وغير شرعية. وأكدت مشيخة الأزهر أن التصريح يشكل سابقة لم يشهدها العالم من قبل في تشريع سلطة الغصب والاحتلال.