عندما كنت في سن 17 في السنة التحضيرية لدراسة اللغة الإنجليزية، في الولاياتالمتحدةالأمريكية كمبتعث، أتذكر أحد المواقف الصعبة التي لن أنساها في حياتي، كنت أنا واثنان من أصدقائي السعوديين مغادرين إحدى صالات السينما، وكانت تلك الليلة عاصفة بالثلوج والطرقات سالكة بصعوبة، كنا متجهين إلى السكن الداخلي في الجامعة ولاحظنا أن هناك خللاً في حركة السيارة، فتوقفنا واكتشفنا أن إحدى عجلات السيارة فقدت حالة التوازن. حاولنا الاتصال بخدمة مساعدة الطرق لكن كان التواصل صعباً جداً لسوء الأحوال الجوية، ترجلنا من السيارة وكان علينا تغيير العجلة، فسألنا بعضنا البعض من سيغيرها؟ ولكن للأسف عدينا النجوم في السماء وأحصينا الثلوج المتساقطة، نعم كانت أسهل بكثير من حل هذه المشكلة حيث إنها المرة الأولى التي نتعرض فيها لمثل هذا الموقف ولا نستطيع تغيير العجلة لعدم معرفتنا وقدرتنا على التصرف في هذه الحالة. فكرت ماذا لو أني أملك المهارات العملية الأساسية بعد تخرجي من الثانوية في المملكة! أقترح على وزير التعليم تشكيل لجنة من المثقفين في تطوير المناهج، لدراسة إضافة منهج للقدرات العامة التطبيقية يدرس في حصة النشاط يشمل أساسيات التعامل مع المواقف الطارئة والأمور الحياتية اليومية؛ مثل أساسيات التعامل مع الطوارئ في قيادة السيارة، أساسيات الأتيكيت، أساسيات الاهتمام بالشؤون الشخصية من نظافة مكان المعيشة، إعداد بعض الأطعمة البسيطة في السفر ومكان الإقامة، كي الملابس وطريقة تنسيق الملابس والقدرة على تنسيق ربطة العنق بطريقة صحيحة، مبادئ الإسعافات الأولية، كيفية إدارة الوقت والأولويات، تعلم بعض الأساسيات الميكانيكية والكهربائية للتعامل مع أي طارئ يواجهه في الحياة العملية ما بعد الثانوية وغيرها. رؤيتي المستقبلية أن يكون كل خريج سعودي من أي مدرسة كانت حكومية، أهلية أو عالمية لديه شهادة ثانوية إضافة إلى شهادة قدرات عامة تفيده في حياته اليومية.