في تطور لافت، تخلى قدامى المحاربين الجزائريين عن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وأعلنوا دعمهم لمطالب المحتجين بتنحيه عن منصبه، وأكدوا في بيان صدر في وقت متأخر (الثلاثاء) أن هذه المطالب تستند إلى اعتبارات مشروعة، وحثوا جميع المواطنين على التظاهر، ما اعتبره مراقبون في بادرة أخرى على الانشقاق في صفوف الصفوة الحاكمة. وقالت المنظمة الوطنية للمجاهدين التي تضم قدامى المحاربين الذين قاتلوا إلى جانب بوتفليقة في حرب الاستقلال عن فرنسا بين عامي 1954 و1962، إن من واجب المجتمع الجزائري بكل قطاعاته النزول إلى الشارع. وانضم بعض المسؤولين من حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم إلى المتظاهرين، وأعلنت شخصيات عامة استقالاتها.وتعتزم منظمة محامي الجزائر العاصمة التوجه اليوم (الخميس) في مسيرة إلى المجلس الدستوري، لتقديم رسالة تدعوه لاحترام مقتضيات الدستور. واتفق المحامون على مطالبة المجلس بتحمل مسؤولياته التاريخية والاستجابة لإرادة الشعب من خلال احترام مقتضيات الدستور روحاً ونصاً. في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام سويسرية، بأن بوتفليقة يعاني مشاكل في التنفس والأعصاب، وأوضحت أنه بحاجة لعناية طبية مركزة، ويعاني من ضعف في رد فعل الجهاز العصبي. ولم تستبعد إمكانية أن يغادر يوتفليقة المستشفى بعد أيام. ووفقا لصحيفة «لاتريبون دو جنيف» فإن حياة بوتفليقة تبقى تحت تهديد مستمر، على اعتبار أن جهازه التنفسي تدهور بشكل ملموس، ويتطلب رعاية متواصلة. وكان المجلس الوطني لعمادة الأطباء الجزائريين، دعا إلى احترام «القواعد الوطنية والعالمية للأخلاقيات الطبية الواجبة في تحرير الشهادات الطبية للمرشحين لرئاسة الجمهورية». ولفت في بيان صدر أمس الأول إلى المادتين 10 و58 من قانون أخلاقيات الطبيب. ويبدو جلياً أن المجلس الوطني لعمادة الأطباء الجزائريين يحذر من احتمال تزوير الشهادات الطبية الممنوحة للمرشحين للرئاسة.من جهته، جدد نائب وزير الدفاع الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، في بيان ثان خلال 24 ساعة أمس، تأكيده التزام الجيش واستعداده الكامل لتوفير الظروف الآمنة التي تكفل للشعب الجزائري أداء واجبه وحقه الانتخابي في جو من الأمن والسكينة والهدوء. وقال رئيس الأركان، إن الجزائر على أعتاب استحقاق وطني مهم، والجميع يعلم أننا التزمنا في الجيش الوطني الشعبي، وكافة الأجهزة الأمنية الأخرى بأن نوفر له وللجزائر كل الظروف الآمنة.