فيما أضحت دائرة الامتعاض والرفض لسياسات تنظيم «الحمدين» الحاكم في الدوحة، في أوساط الأسرة المالكة القطرية، أوسع من أي وقت مضى، لم تكن إطلالة الشيخ سعود بن جاسم آل ثاني من جنيف مناصراً لأحد أهم مكونات نسيج بلاده الاجتماعي (قبيلة الغفران)، هي الأولى من نوعها، إذ سبق وأن خرجت أصوات معارضة من أسرة آل ثاني معترضة على ما يسمونه «جنون الحمدين» الذي يصوب النار على جسد الإمارة الخليجية باستهداف مواطنيه وترهيبهم. ورغم تضييق القبضة الأمنية على أفراد أسرة آل ثاني داخل قطر، بعد ارتفاع موجة التذمر والوقوف بجانب الشعب القطري حيال ممارسات السلطة القطرية، إلا أن أبناء الأسرة الحاكمة يستمرون في انتقاد النظام علناً في الخارج ويتواصلون مع أبناء عمومتهم سراً في الداخل للبحث عن الخروج من مأزق «الحمدين» الذي مواطنيه وبلاده في خانة التآمر مع محيطهم الاستراتيجي. وسبق وأن كشف الشيخ عبدالله بن فهد آل ثاني قبل أيام في مقابلة تلفزيونية أن غالبية الأسرة الحاكمة ترفض سياسات «الحمدين»، لافتاً إلى أن النظام القطري منع العديد منهم من السفر. ولم تقف سياسات التضييق على أبناء الأسرة الحاكمة في قطر عند حد المنع من السفر، بل طالت حرمة منازلهم، ويلفت الشيخ عبدالله آل ثاني إلى مداهمة رجال الأمن (يعرفون محلياً بالأخوياء) لمنازل العديد من أبناء الأسرة. ولم يخفي الشيخ سعود آل ثاني، في إطلالته الأخيرة من جنيف، الخشية من تجاوزات النظام القطري تطال العديد من أبناء الأسرة الحاكمة مضيفاً «هم مستاؤون من أمور كثيرة في الداخل كالتواجد التركي وغيرها من السياسات». وعن موقف الأسرة الحاكمة في قطر من قضية قبيلة الغفران، الذي طال الآلاف منهم انتهاكات من نظام حمد بن خليفة وصلت إلى حرمانهم من حقوقهم الأساسية وتجريدهم من جنسياتهم، أكد سعود آل ثاني جميع أفراد أسرة آل ثاني يساندون إخوانهم الغفران ويؤيدونهم ويقفون معهم سواء كانوا بالداخل أو في الخارج. وسبق وأن أبدى عدد من أبناء الأسرة الحاكمة امتعاضهم من التواجد التركي والتآمر القطري مع ملالي طهران، وشدد الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني عدم رضا الأسرة على سياسة الحمدين، وآنهم يخشون على أبنائهم وممتلكاتهم من سلطات الدوحة. وعقد عدد من أبناء الأسرة اجتماعات عدة لمناقشة ما آلت إليه الأوضاع في ظل مكابرة «الحمدين» واستمرار الدوحة في سياساتها التآمرية التي تفقد القطريين عمقهم الاستراتيجي المتمثل في محيطهم الخليجي.