في خطوة مشبوهة تهدف لتعويض خسائرها وتجنيد أطفال القبائل وممارسة المزيد من الانتهاكات ضد المدنيين في مناطق سيطرتها، أعلنت مليشيا الحوثي أمس الأول (الأحد)، بدء تنفيذ ما سمته «ميثاق الشرف القبلي». وبدأت المليشيات الترويج له في عام 2015، وأنشأت من أجله ما يسمى مجلس «حكماء وعقلاء اليمن»، وهو مجموعة من شيوخ القبائل الموالية للحوثي، الذين اجتمعوا أخيرا بهدف إقرار القواعد التفصيلية والتنفيذية للوثيقة، التي جاءت بعد سلسلة الانتفاضات القبلية ضد الانقلاب خلال الأسابيع الماضية. وحذر مراقبون يمنيون من أن هذا الميثاق يهدف إلى زرع الخلافات، وإذكاء نار الفرقة والاقتتال بين القبائل. ويتضمن العرف القبلي الجديد في بنوده عزل المناطق والأشخاص الداعمين للشرعية ومصادرة أموالهم وأراضيهم واستخدام القوة ضدهم، وقد ظلت المليشيا تحاول جاهدة إقرار هذا العرف الذي لقي معارضة الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وفي 5 يونيو 2017 عقد الحوثيون ما أطلق عليه بمؤتمر (10 رمضان لحكماء اليمن) الذين عينهم الحوثي وانتهى بمنح الحوثي عرفاً يبيح مواجهة الرئيس الراحل علي صالح في حال عزم فض الشراكة معه، وبناء على نتائج المؤتمر بدأت المليشيا مهاجمة شريكها واغتيال أتباعه لتنتهي المهمة بتصفية صالح في نهاية العام نفسه. وحذر الخبير في شؤون القبائل اليمنية سام الغباري، من جنوح المليشيا إلى العصبية الفئوية والقبلية للتغطية على جرائمها العنصرية والإرهابية واستهداف كل من يعارض نهج المليشيا في التخريب والفساد وتجريف الوظيفة العامة وقتل الشعب اليمني وتصنيفه كمؤيد للشرعية أو إرهابي، وأكد أن هذه التوجهات ليست جديدة ولكنها تؤكد أن المليشيا تواجه خسائر فادحة فادحة في عناصرها، معتبراً أن الوثيقة تبيح دماء القبائل اليمنية وأبنائها. وقال الغباري في اتصال هاتفي مع «عكاظ»، إن رفض القبائل الانصياع لأوامر المليشيا بالدفع بأبنائها للقتال هو ما جعل الحوثي الذي يعاني من شح في عدد المقاتلين جراء نجاح الشرعية والتحالف العربي، يدفع إلى تمرير هذه الإجراءات المشبوهة من قبل مشايخ ينتمون إلى نفس العائلات الإرهابية الموالية للحوثي، وهو ما ينذر بجرائم كبيرة وتصفيات سوف يتعرض لها زعماء عدد من القبائل المخلصة لوطنها والتي ترفض المشاركة في أي حرب.