توعد أمين محافظة جدة صالح التركي مقاولي مدينة جدة بعدم ترسية المشاريع عليهم مستقبلا في ظل تعثر وتأخر 90% من مشاريع وزارة الشؤون البلدية والقروية، وتعثر 40% من مشاريع مدينة جدة. وكشف أن الأمانة اعتبرت تصنيف المقاولين غير مجد، منوها إلى أن الأهم هو تأهيل المقاولين، مهددا بوضع قائمة سوداء للمقاولين الذين يقتصر دورهم على الحصول على المشاريع وبيعها من «الباطن». وأشار التركي إلى توجه أمانة جدة إلى الاكتفاء بالتشغيل الذاتي في القطاعات كافة، وأنها بدأت طرح مناقصات لشراء معدات لقيامها بتنفيذ الأعمال ذاتيا دون إرسائها على مقاولين؛ بهدف تخفيف الاعتماد عليهم. وقال التركي، خلال ندوة «الشراكة بين القطاعين العام والخاص ودور المقاولين» أمس (الأربعاء)، على هامش احتفالية غرفة جدة بمرور 75 عاما على إنشائها: «كيف تتطور السعودية و90% من المشاريع متعثرة، فوزير الشؤون البلدية والقروية يشتكي لتعثر هذه النسبة من المشاريع». وأكد التركي أن قطاع المقاولات لن يكون شريكا للدولة خلال الفترة القادمة، متسائلا بقوله: «كيف نجعل المقاولين شركاء وهم بهذه العقلية». وبين أن أمانة جدة لن تطرح أي عقد في حال استمر المقاولون على هذه الطريقة نفسها. وذكر أن مدينة جدة تعيش في أطنان من الردميات سببها المقاولون. واعتبر شركات النظافة المحلية مساهمة في عدم نظافة المدينة، وأن عمالها يلقون براميل النفايات للحصول على المنتجات القابلة لإعادة التدوير، ويتركون بقية النفايات ملقاة في الشوارع. وأضاف التركي: «عند سؤال أحد المقاولين عن أسباب عدم إتمام أرصفة بالشوارع، أجاب بإصدار غرامة عليه بسبب ذلك الرصيف». وأوضح أن عددا من المصانع تخرب المدن دون إصلاحها، وبعضها ترفض رش مبيدات حمى الضنك، وتتعذر بأن تلك المبيدات سينعكس ضررها على العمالة. وكشف أن الغرامات المفروضة على المقاولين لم تثبت جدواها، فالمقاول يحصل على المشروع ويقبل الغرامة دون تنفيذ للمشروع، وأن الأمانة من المتوقع أن تنتهج مبدأ نشر أرقام مقاولي كل المشاريع في مجلتها، ليستقبلوا كافة اتصالات الجماهير. ونوه بقوله: «لدي أسماء المقاولين وعيوبهم، وأمام منزلي حفروا حفرة وردموها بتراب مرشوش بزيت وليس بأسفلت!». وخلال الجلسة أعلن نائب وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية للتعدين المهندس خالد المديفر وجود 500 مبادرة تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في رسم اقتصاد المملكة وزيادة الإسهام في الناتج المحلي من 40% إلى 65%. وأفاد بأن قطاع التعدين أحد مرتكزات تنوع الاقتصاد، مع وجود 40 مليون دولار تستثمر في القطاع. الحمادي: الكراسي تغير الآراء.. والتركي يرد: «المسؤولية تتغير» في مداخلة له مع أمين غرفة جدة صالح التركي، خلال الندوة، أكد رئيس اتحاد المقاولين العرب فهد الحمادي أنه أحيانا المسؤول الذي يتم تعيينه في منصب وزير، ويكون قادما من غرف التجارة والصناعة، يتغير تعامله مع أصحاب الأعمال. وقال: «هذا التغير انعكس عنه تغير على المقاول، إذ إن مستحقات بعض المقاولين لم يتسلموها منذ عامين». ورد التركي على الحمادي قائلا: «الكراسي لا تُغير، ولكن المسؤولية تتغير، فاليوم أنا مسؤول عن تقديم خدمات للمجتمع عبر المقاولين، والمسؤولية تفرض التعامل مع المشكلات من واقع المسؤولية، وأنا مسؤول عن تقديم الخدمات عبر القطاع الخاص».