في تعليقه على خبر استقالة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، قلل مايك بومبيو وزير خارجية الولاياتالمتحدة من قيمة الحدث، واصفاً ظريف ورئيسه روحاني بأنهما مجرد واجهتين ل«مافيا دينية فاسدة»، وهو وصف حقيقي لنظام خامنئي الإرهابي الذي يحاول من خلال إعلان هذه الاستقالة الضغط على الأوروبيين، كون ظريف مهندس الاتفاق النووي المشؤوم ورحيله يمثل رسالة إيرانية تحمل تلويحاً بتحرر طهران من الاتفاق الذي ما زال الأوروبيون يتمسكون به رغم انسحاب واشنطن، أي أن الإيرانيين يقولون للأوروبيين بشكل غير مباشر سنستمر في تخصيب اليورانيوم لأنكم لم تقدروا على حماية الاتفاق. والواضح أن استقالة ظريف مجرد مسرحية ومناورة سياسية لن تصمد طويلاً، إذ من المرجح أن تُرفض من قبل الحاكم الحقيقي لإيران الموصوف ب«الولي الفقيه»، فلا دولة هناك ولا نظام كما يُصوّر الإيرانيون للعالم، وإنما عصابة لها زعيم واحد وكل ما عدا ذلك مجرد هرطقات يراد منها إظهار هذه المافيا كدولة. في مقالة لي بعنوان «تنظيم جاس الإرهابي» نشرتها «عكاظ» قبل أكثر من 3 سنوات، تساءلت: ماذا لو أن الحظ لعب لعبته مع تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية وحظي باعتراف دولي على أنه «دولة إسلامية»، هل سيكون مختلفا عن النظام الحاكم في إيران من ناحية الوحشية والرجعية وأسلوب الحكم؟ والإجابة: بالطبع لا، فدولة «ملالي تيهران» هي الصورة المتقدمة زمنيا من تنظيم «داعش» مع القليل من الحظ، ولو أن النظام الدموي المتخلف الذي دشنه الخميني نهاية سبعينات القرن الماضي تأخر 35 سنة فقط لكان اسمه الافتراضي الذي تتداوله وسائل الإعلام هو «تنظيم جاس الإرهابي» اختصارا لمسمى «جمهورية إيران الإسلامية»، تماما كما أن مسمى «داعش» اختصار اصطلاحي لأكذوبة «الدولة الإسلامية في العراق والشام». لا نحتاج لأكثر من أسطر لكشف مدى التطابق بين تنظيمي «جاس» و«داعش»، هنا مرشد أعلى يرتدي عباءة وعمامة باللون الأسود، وهناك خليفة مزعوم يرتدي نفس العباءة والعمامة، «جاس» يتخذ من الخرافات «سياسة» ويعدم الناس في الشوارع ويصلبهم، وهو ذات السلوك الذي يمارسه «داعش»، «جاس» يجند خلايا إرهابية موالية له في دول الجوار تماما مثلما يفعل تنظيم «داعش»، «جاس» يسمي نفسه «دولة»، وهي ذات التسمية التي يطلقها «داعش» على نفسه، «جاس» حصل على اعتراف دولي في غفلة من الزمن، و«داعش» سعى لذلك، لكن الحظ لم يخدمه.. هذا كل ما في الأمر. * كاتب سعودي Hani_DH@ [email protected]