شقة في الدور الثاني من عمارة في حي من أحياء جدة، تسكنها أسرة أبو حمدتو، يسمع منها صوته: سقرقي الواد موية غريب، خليه ينخمد يا فتو، ترد هو عاد فيه موية غريب؟! مو منعوها من البلد وصرنا نهدهده على السرير إلين يدوخ وينام، وعلى كل حال اشبك انت يا راجل ترى هذا ولد ابنك، يرد: أنا عارف يعني هو ولد الجيران، بس ما خلاني أجمع حواس ولا أنام، تجيبه: والله ما أقلق راحتنا إلا كلامك، وأنت زي البربند، لما تزن على حاجة الله يعين عليك، وإذا سكت رفعت صوت الراديو ولا التلفزيون حتى الجيران اشتكوا الهجاج مننا، يقولو جيرة أيه هذي المهببة، يا ولية قال ايش صبرك على المر قال إللي أمر منه، يعني فين نروح، يختي ما تشوفي نفسك إنتي معلقة الجوال في رقبتك، ما عندك إلا ايش طبختوا وايش سويتوا، وايش عملت فلانة، وايش قالت علانة، وأنا إللي أكع كل شهر مبلغ وقدره، حتى إنه في نص الشهر تجيني على ملا وشك، تكفى قطعوا عليه الجوال، وأنا يا حافظ يا حفيظ ألحقها من فين ولا من فين! أسدد الجوال حقك ولا حق البزورة ولا فاتورة الكهرباء إللي صارت تهد أجدع جيب ولو كان أبو غمارتين، وإلا إيجار الشقة إللي حق جمعيتي وجمعيتك كلها لو جمعناها ما تغطي نصه. وهذا يذكرني بالمناسبة بالسرا حق السكن، فإذا كان حظنا طيب أحفادنا تلحق عليه، وعلى الله يذكرونا بخير، والسيارة إلا السيارة يا بناشر في كل شارع وسكة وما صلحنا بالكوم إلا كل يَوْمَ، هذا ومو بعيد، إذا مر شهر وما لطشنا واحد غشيم وبالعنية والعقيلي يردح طبعا ما همه مع عبارة لا يراك الله إلا محسنا، على طول يطجوها عيال الحلال «هم خسرانين حاجة»، يا عمي السماح طبع الملاح، مسكين يابو حمدتو كان عنده عذر مستعجل وعابر سبيل، وطبعا تأمين ماكو لأن أنا عمري كبير والعجوز عليه التأمين ما يجوز، ونتسلف من الجار عشان نصلح الكار. صدقيني هذا غير المجاري، الله يكرم السامعين والقارئين، كل كم شهر نكع الحامض من الريالات، كمان أنتم ما ترشدوا الإنفاق ايش عليكم أنتم تنفقوا والشفط عليه، لكن ايش أبشرك لما راجعنا مصلحة المجاري طمنوني وقالوا أبشر بسعدك يا بطل بإنه خلاص كلها كم سنة وتوصل لعندك، ترد: طيب خلاص فهمت روح جيب للولد حليب بكرة لما يكبر راح تنبسط وهو يقول لك أنا حفيدك. يا ولية أبوه ما نفعني بشي طول عمره يعني هذا راح يفيدني وحلني لما يكبر أكون قد ضاع العمر يا حفيدي، فال الله ولا فالك الله يطول عمرك هوا لنا غيرك روح حبيبي جيب الحليب، يرد: والله عيني ما أقدر أحطها بعين البقال من شهرين وأنا ما دفعت له ولا ريال والحسبة كبرت وصارت ثلاثة آلاف عداً ونقداً، هو الواد حمدتو لو توظف كان شال عني شوية، ترد: يعني هو حصل وتبطر يا حبة عيني، تكفي كمان شف لنا صرفة في الناموس إللي قطع جثة الولد. يرد لما أصير رئيس بلدية في المشمش كلميني، الحمد لله يا فتو جت رسالة عسى تكون من أخونا سمير، كنت طلبته يسلفني قرشين خليني أشوف يمكن منه وأروح أجيب الفلوس، وبالمرة أمر على البقالة وأجيب الحليب، زغرطي يا فتو. ها بشر بيرسل لك الفلوس. لا مش فلوس، أصلو المنحوس منحوس ولو علقوا عَلى راْسه فانوس، هذي رسالة يخبروني فيها إن كل خدماتي توقفت حتى أسدد مخالفات ابنك إللي وصلت 12 ألف ريال. ايش رايك يأخذوه هو وحفيدي ونصير درون.